ماذا لو لم تسقط الأندلس؟؟؟تلك حكاية تستحق أن تروي

0


ل

لعلك عزيزي القارئ قد شاهدت أو قرأت عن مسلسل أمريكي إسمة the man in the high castle ففي هذا المسلسل يفترض كاتبي السيناريو إنتهاء الحرب العالمية الثانية بإنتصار لدول المحور(ألمانيا واليابان) علي دول الحلفاء (إنجلترا وأمريكا وفرنسا) وإنتهاء الأمر بتقسيم الولايات المتحدة الأمريكية إلي شطرين تسيطر فية ألمانيا النازية علي الجزء الشرقي من الولايات المتحدة بينما تسيطر اليابان علي الجزء الغربي وشكل هذا الإنقلاب في مجريات التاريخ مادة ثرية لخلق قصص درامية عديدة إنتهت بتقديم مسلسل رائع... فأثار ذلك لدي الكثير من الأسئلة  ماذا لو لم تسقط الأندلس؟؟؟؟ ماذا لو حافظت الأندلس علي وحدتها السياسية  تحت حكم قيادات قوية كما كان علية الحال في العصور الذهبية للأندلس وقت أن حكمها رجال مثل عبد الرحمن بن معاوية(صقر قريش) والحاجب المنصور وعبد الرحمن الناصر؟؟؟ ماذا لو حكمت قيادات من ذلك الطرازالأندلس في الثلاثمائة سنة الأخيرة من عمرها والتي شهدت إنهيار الدولة الاندلسية بإقتطاع الحواضر الأندلسية الكبري واحدة تلو الأخري في صراع مرير مع إسبانيا النصرانية؟؟؟؟
من الوارد إذا أن الأندلس كانت لتخرج من صراعها الملحمي مع دويلات الشمال النصرانية منتصرة ومسيطرة علي شبة جزيرة أيبيريا  ولم تكن لتنشأ دولتي إسبانيا والبرتغال من الأساس......

نحن الأن في عام 1492 ميلادية (تاريخ سقوط غرناطة أخر معاقل الإسلام في الأندلس) والأندلس قوية وموحدة...دخل إلي الاندلس بحار إيطالي يسمي كريستوفر كولمبوس وهذا البحار كان يؤمن بكروية الارض وبأنة لو أبحر غرب أوروبا لوصل إلي جزر الهند الشرقية وعبثا حاول كولمبوس مع العديد من ملوك أوروبا لتمويل حملتة دون طائل..ففكر في الأندلس فوصل إلي العاصمة قرطبة وطلب مقابلة الملك المسلم وشرح لة فكرة المشروع وفائدتة الإقتصادية...فأعجب الملك بالفكرة وقرر أن يمول الحملة وحين إتصل كولمبوس بمعاونية من البحارة الأندلسيين أعجب كثيرا بأجهزتهم الملاحية المتقدمة وبخرائطهم الدقيقة وأدرك أنة وهو البحار العظيم سوف يتعلم علي أيدي هؤلاء الكثير....أبحرت الحملة من جنوب الأندلس في أغسطس 1492 ميلادية وبعد أسابيع قليلة وتحديدا في 12 أكتوبر 1492 ميلادية وصلت إلي ما يعرف اليوم بجزر الباهامس والتي تقع بين فلوريدا الأمريكية ودولة كوبا وإغتبط كولمبوس كثيرا وأخذ يعانق كبير معاونية بحرارة وهو يصيح لقد فعلناها يا صديقي وصلنا إلي جزر الهند...رست السفن علي الشاطيء ونزل الرجال إلي الأرض وأقامو معسكرا ومكثو بضعة أيام إتصلو فيها بالسكان الأصليين وفي مساء أحد الأيام دار هذا الحوار بين كولمبوس وكبير معاونية
البحار: هل تعتقد حقا بأنك قد وصلت إلي الهند يا سيدي؟؟؟
كولمبوس:بالتأكيد وهذا أثبت صحة نظرية كروية الأرض
البحار:ألم يخطر ببالك أن ما وصلنا إلية ليست جزر الهند الشرقية؟؟؟؟
كولمبوس: ماذا تقول عالم جديد!!!! ما دليلك علي هذا؟؟؟
البحار: حكايات قديمة عن بحارة أندلسيين جابو تلك المناطق وقالو بأنة توجد في الغرب أرض جديدة ليست بأرض الهنود كما أنني قابلت في موسم الحج هنودا وأعرف زيهم ولغتهم وهؤلاء اللذين قابلناهم هنا ليسو بهنود بل هم جنس مختلف تماما
كولمبوس: هذا رائع يا صديقي!!1 أرض جديدة تري كم تبلغ مساحة هذة الأرض وكم يوجد بها من ثروات فلتأمر الرجال بالتجهز للإبحار فلنجد المزيد من هذة الأرض فالمجد سوف يضرب أشرعة سفننا يا صديقي
رجع كولمبوس من هذة الرحلة إلي الأندلس محملا بالكثير من النفائس خاصة معدن الذهب وإغتبط الملك المسلم وقرر تمويل عدة حملات جديدة لكولمبوس ليواصل إكتشافاتة
قاد كولمبوس ثلاث رحلات بحرية جديدة في اعوام 1494 و1498 و1502 ميلادية كشف فيها عن الساحل الشرقي الرئيسي من هندوراس إلي فنزويلا 
وعلي الجانب الأخر لم يهمل ملك الأندلس أهمية العثور علي طريق جديد للوصول إلي الهند بعيدا عن الطريق المعروفة عند إلتقاء أسيا بأفريقيا والتي وإن كانت تقع في بلاد إسلامية إلا وأنها بالتأكيد لن يثمر التعاون معها عن فوائد تقارن بالعثور علي طريق جديد وتكوين مراكز تجارية ومستوطنات قوية وبالفعل تحقق ذلك عام 1498 بإكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وبمرور الأعوام تكونت مستوطنات أندلسية قوية في العديد من جزر الهند الشرقية وبفضل تجارة التوابل نما إقتصاد الإمبراطورية الأندلسية وإزدهر
وفي إحدي الرحلات الملكية الأندلسية إلي الهند عام 1500 بعد إكتشاف الطريق الجديدة وبعد الإبحار من أشبونة جنحت السفن غربا  نتيجة عاصفة شديدة فتم إكتشاف دولة البرازيل الحالية بمحض الصدفة 
  وفي عام 1516 تم إكتشاف الأرجنتين وفي عام 1519 ميلادية تم إكتشاف بنما وتم إتخاذها قاعدة للإنطلاق إلي إكتشافات جديدة ففي عام 1521 ميلادية تم إكتشاف دولة المكسيك الحالية وجواتيمالا عام 1522 وسلفادور عام 1526 وهندوراس ونيكاراجوا عام 1524 وبوليفيا عام 1538 وتشيلي عام 1540 وفلوريدا الامريكية عام 1565وفي النصف الأول من القرن السادس عشر إمتد نفوذ الإمبراطورية الأندلسية ليشمل فنزويلا وكولومبيا وبيرو وشيلي وأورجواي وباراجواي
وفي إفريقيا تم إكتشاف أنجولا عام 1483 و موزمبيق عام 1497 وغينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر
ووبفضل هذة الإكتشافات شرقا وغربا أصبحت الأندلس هي أول إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس وغدت أغني أمم الأرض بفضل ثروات البلاد المكتشفة 
فلنستيقظ إذا من هذا الحلم الرائع...
لا يخفي علي فطنتك سيدي القاريء أن كل ما ذكرناة من إكتشافات للبلدان وتواريخ هذة الإكتشافات حدثت بالفعل علي يد دولتي إسبانيا والبرتغال الوريثتين غير الشرعيتين لدولة الإسلام في الأندلس وقد بلغتا ذروة مجدهما أواخر القرن السادس عشر ثم بدأ الإنحلال من وقتها وحتي أواخر القرن العشرين ففقدتا معظم المستوطنات نتيجة الصراع مع القوي الإستعمارية الجديدة مثل إنجلترا وفرنسا وهولندا ثم إنتهي كل ذلك بإستقلال كل هذة الدول ولكن الأهم وما بقي هو أنة هناك 22 دولة علي مستوي العالم ناطقة بالأسبانية و 10 دول أخري ناطقة بالبرتغالية والدين الرسمي لكل هذة الدول هو المسيحية وغالبية السكان من المسيحيين
ولو قدر للأندلس عدم السقوط لكان لدينا بالتأكيد أكثر من 30 دولة من أهم دول العالم وأكبرها ناطقة بالعربية ودينها الرسمي هو الإسلام وغالبية السكان من المسلمين ولكن قدر اللة وما شاء فعل...


Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)