تاريخ المسلمين في إسبانيا بعد زوال الحكم الإسلامي..الجزء الأول

0
قصر الحمراء في غرناطة مقر الحكم الإسلامي

بعد سقوط القواعد الأندلسية الكبري مثل قرطبة وبلنسية ومرسية وجيان وإشبيلية لم يتبقي للمسلمين في الأندلس موضع قدم إلا مملكة غرناطة  وكانت كلما سقطت مدينة أندلسية هاجر القسم الأكبر من سكانها صوب غرناطة أقصي جنوب الأندلس فكانت غرناطة تمثل البقية الباقية من الأمة الأندلسية بجميع طوائفها المكونة من العرب والبربر والمولدين (المسلمين من نسل التزاوج بين العرب والبربر من ناحية والأسبان من ناحية أخري ) بإستثناء من إرتضو العيش تحت سلطان النصاري في المدن التي سلبت وهؤلاء أطلق عليهم لفظ المدجنون mudejares.. ففي غرناطة كانت هناك بقايا أمة بموروثات ثقافية مختلفة ومميزة تمثل حضارة لامعة تحاول الدفاع عن هويتها وتاريخها العريق ضد خطر الفناء والإنقراض علي يد أعداء متربصين يطوقون حدودها من كل الجوانب .. ومن العجيب أن القواعد الكبري قد سقطت بغضون عشرة أعوام فقط في يد إسبانيا النصرانية ومن الأعجب أن مملكة غرناطة أخر معاقل المسلمين في الاندلس قد إستطاعت الصمود بعد سقوط هذة القواعد الكبري بمفردها ضد أسبانيا النصرانية لمدة 250 عاما بسبب إنشغال النصاري بخلافاتهم الداخلية تارة وبسبب معاونات رمزية من المغرب العربي تارة أخري وبسبب العديد من معاهدات التفاهم مع جيرانها النصاري مقابل جزية يتم دفعها تارة أخيرة ولكن لم يكن في الإمكان أفضل من ما كان فقد سارت غرناطة إلي قدرها المحتوم وقت أن توحدت مملكتي أراجون وقشتالة بالزواج بين فرديناند ملك أراجون وإيزابيلا ملكة قشتالة وإنتهت الخلافات الداخلية النصرانية وتوجهت إسبانيا الموحدة صوب غرناطة لتضرب ضربتها الأخيرة فحاصرت الجيوش الأسبانية المدينة لمدة تقترب من العام طارت فيها رسائل الإستغاثة إلي المغرب العربي وإلي السلطان المملوكي في مصر وإلي السلطان العثماني في إسلامبول دون مغيث ثم تم الإتفاق علي تسليم المدينة بمعاهدة صلح دون قتال وفتحت المدينة أبوابها للغزاة في الثاني من يناير عام 1492 ميلادية وبذلك إنتهي فعليا الوجود السياسي للمسلمين في شبة الجزيرة الأيبيرية وقد كفلت المعاهدة حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم بحرية والإحتفاظ بأموالهم وممتلكاتهم وأسلحتهم ومساجدهم وأن لا يتم تمييزهم بلباس محدد والمطلوب فقط ظريبة يؤدونها إلي التاج الملكي الأسباني... وقد أثر بعض سكان غرناطة وخاصة الأشراف والأعيان بيع ممتلكاتهم بأبخس الأثمان إلي أعيان النصاري والمغادرة إلي بلاد المغرب العربي بينما بقي معظم السكان في غرناطة أملا في أن يحافظ الفاتحون علي عهودهم ويقدر عدد سكان مملكة غرناطة وقت السقوط بأكثر من خمسة ملايين نسمة منهم 500 ألف يقطنون العاصمة

كانت سياسة الدولة الإسبانية تجاة من بقي من المسلمين(المدجنين) في القواعد الذاهبة سياسة رشيدة في البداية خوفا من تمردهم وأيضا لإعطاء الوقت الكافي للتاج الإسباني لكي يتمكن من الإستقرار والسيطرة علي المدن المفتوحة وأيضا وهو الأهم لأن الأندلسيون يتفوقون حضاريا علي الأسبان في أعمال الصناعة والزراعة وإسبانيا تحتاج هذة الأيدي الماهرة للنهوض بمملكتها الناشئة فسمحو لهم بممارسة شعائرهم الإسلامية والإحتفاظ بأموالهم وزيهم وبعض أسلحتهم مقابل ضريبة يدفعونها للتاج الإسباني....هكذا كان حال المدجنين وكذلك كان الأمر في غرناطة فقد إتبع الفاتحون نفس السياسة الرشيدة لأعوام قليلة...وخلال تلك الأعوام حاولت الكنيسة بالرفق وبالإقناع وبالإغراءات المادية  تنصير مسلمي غرناطة وتغيير ولائهم وبالطبع لم يجدي ذلك نفعا وكانت الكنيسة في ذلك التوقيت قد بلغت أوج نفوذها وكانت تضطرم رغبة في إقتلاع أي أثر للإسلام من أسبانيا وكان يتزعم هذة الحركة العنصرية أكبر حبران في أسبانيا هما الكاردينال خمنيس مطران طليطلة رأس الكنيسة الكاثولكية وقاضي قضاة الديوان الدون دييجو ديسا رأس السلطة القضائية وفي النهاية رضخ فرناندو لرغبة الكنيسة فبدأ في التضييق علي المسلمين ووصل الكاردينال خمنيس إلي غرناطة في يوليو 1499 ميلادية وبدأ نشاطة علي الفور بتهديد فقهاء المدينة وأعيانها بعواقب عدم الدخول في النصرانية فتنصر البعض منهم وتم جمع معظم الأسلحة التي بأيدي المسلمين ثم تم تحويل مسجد غرناطة الكبير إلي كنيسة  ثم إرتكب هذا الخمنيس جريمة في حق الإنسانية فأمر بكل همجية بجمع كل الكتب العربية من البيوت والمساجد من جميع أنحاء غرناطة فحملت إلي ميدان باب الرملة أعظم ساحات المدينة عشرات الالوف من الكتب النفيسة في شتي ميادين العلوم وأضرمت فيها النيران..وخمنيس هذا من المفترض أنة حبر مثقف وقد قام بهذا العمل المشين في فجر القرن السادس عشر في عصر بدء النهضة الأوروبية اللذي خلف ورائة ظلام القرون الوسطي ولكن العصبية الدينية المقيتة قد أعمت بصيرتة وختمت علي عقلة فتم القضاء علي تراث بديع.... وقد أطلق الأسبان كلمة المورسيكيين  moriscos علي من تنصر من مسلمي غرناطة وهي تصغير كلمة moro وتعني المسلم والغاية من التصغير هنا هو الإحتقار....
ولم يستكن المسلمين في غرناطة لهذة التصعيدات الخطيرة وسرت إليهم روح الثورة وخاصة في المناطق الجبلية وإتصلو مجددا بحكام المغرب ومصر وبالعثمانيين وقد وجدت الكنيسة بذلك حجة قوية للتنصل من بنود معاهدة غرناطة فقرر مجلس الدولة أن المسلمين أصبحو خطرا علي الدين والدولة وقضي بوجوب إعتناق المسلمين النصرانية وطرد الممتنعين خارج أراضي المملكة الأسبانية وبالطبع سري ذلك علي طوائف المدجنين في سائر أنحاء القواعد الأندلسية الذاهبة خلاف غرناطة...وكان وقع ذلك علي أهل غرناطة كالصاعقة فعمت الثورة سائر أنحاءها وإعتزم المسلمين الموت في سبيل دينهم وحريتهم وكرامتهم وإحتدمت المواجهات بين الفريقين وكان المسلمين عزل من السلاح تقريبا فخاضو مواجهة غير متكافئة ضد الجيش الأسباني  وكانت الأوامر الصادرة للجنود صارمة فمزقت جموع الثوار دون رأفة وقتل منهم خلق كثير وتم نسف المساجد بالبارود وقضي بالموت علي الرجال في أحياء بأسرها في غرناطة وسبيت نسائهم وتم جمع الأطفال تحت 11 عام وتم تنصيرهم...ومنذ هذة الواقعة أصبح التنصير الإجباري أمرا واقعا وسياسة إسبانية مطبقة وأصبح فرناندو في حل من بنود معاهدة غرناطة ثم تقدم الدون دييجو ديسا إلي الملك فرناندو بوجوب إنشاء ديوان للتحقيق في غرناطة لمراقبة نشاط المتنصريين والتحقق من صدق عقيدتهم وكشف أمر من يدعي النصرانية ظاهرا ويمارس شعائر الإسلام في الخفاء ومعاقبة المدعيين ثم إنتشرت دوواوين التحقيق في سائر إسبانيا وعرفت في التاريخ بإسم محاكم التفتيش .....غير أن الثورة ظلت مشتعلة في المناطق الجبلية حول غرناطة وكان الثوار ينزلون من الجبال فيهاجمون الحاميات الإسبانية فيقتلون ويأسرون ثم يعاودون الصعود  فوجة فرناندو حملة قوية للقضاء علي الثوار في الجبال بقيادة أشهر قادتة ألونسو دي أجيلار دوق قرطبة وهنا لمعت في سماء غرناطة  ومضة كرامة وعزة وشرف أمة تدافع عن كبريائها المسلوب فهزم الجيش الإسباني هزيمة منكرة وقتل قائدة الشهير في مارس عام 1501 ميلادية وإستشاط فرناندو غضبا ولكنة أثر الحكمة والسياسة فأعلن العفو عن ثوار الجبل بشرط أن يعتنقو النصرانية أو يغادرو إسبانيا في غضون ثلاثة أشهر تاركين املاكهم للدولة فإستقر رأي معظم الثوار علي أنهم لا طاقة لهم بالوقوف ضد الجحافل الإسبانية أكثر من ذلك فتركو غرناطة نازحين نحو إفريقية ناجيين بحياتهم وبدينهم..وقبض علي كثير من المسلمين بتهمة التحريض علي الثورة.... وأصدر مجلس الدولة الإسباني قانونا يقضي بوجوب تنصير كل المسلميين الباقين في المملكة الإسبانية والمخالف يتم مصادرة أملاكة ونفية خارج البلاد غير أن القانون كان يستحيل تطبيقة عمليا  نظرا لكثرة أعداد المسلمين والخوف من ثورتهم مجددا  فبدأ فرناندو في ممارسة سياسة التضييق فأصدر تشريع يلزم المسلمين وحتي المورسيكيين(المسلمين المتنصرين) بالبقاء في أحياء خاصة بهم في المدن ويفصل بينهم وبين أحياء النصاري أسوار عالية فلم يشفع للمورسيكيين دخولهم في الدين المسيحي وظلو في نظر التاج الإسباني مواطنين من درجة أدني  ودائما ما كانت تساورهم الشكوك تجاههم وتم التضييق علي المسلمين في تجارتهم وإرهاقهم بالضرائب وتم إصدار قانون يحظر علي المسلمين حيازة السلاح وإنزال عقوبة الموت بالمخالفين وكان قطع رقبة إنسان مسلم من أيسر الأمور بدعوي التحريض علي الثورة أو مقاومة حركة التنصر أو الإتصال بأعداء الدولة ....وكانت نتيجة هذا التضييق هجرة مئات الألاف من المسلمين إلي المغرب العربي حتي أن العاصمة غرناطة التي كان بها زهاء 500 الف نفس مسلمة وقت السقوط عام 1492 ميلادية غدت لا تحوي سوي 40 ألف مسلم فقط في بدايات القرن السادس عشر
صورة تمثل حادثة تنصير جماعي للمسلمين بالإكراة
كان المورسيكيين مسيحيين في الظاهر فقط وظلو علي ولائهم وإخلاصهم لدينهم يمارسون شعائرة سرا يذهبون إلي الكنيسة يوم الأحد ثم يغلقون عليهم أبواب ديارهم يوم الجمعة فيغتسلون ويصلون وكان إذا تم تعميد احد أطفالهم بالماء المقدس عادو فغسلوهم سرا بالماء الحار ويسمون أولادهم بأسماء عربية سرا بجانب أسمائهم الأسبانية وفي حفلات الزواج متي عادت العروس من الكنيسة بعد تلقي البركة نزعت عنها الثياب المسيحية وإرتدت الثياب العربية  وكان التاج الإسباني يدرك هذة الحقيقة ودائما ما كان المورسيكيون يمثلون طائفة بغيضة وجسدا غريبا  يجب التخلص منة بسرعة كي لا تقوم للإسلام قائمة في إسبانيا مجددا ولذلك صبت عليهم محاكم التفتيش جهودها صبا وتم إستخدام أشنع وسائل التعذيب ضدهم لكشف كفرهم وحيدهم عن المسيحية ثم التنكيل بهم وطردهم خارج البلاد
مات فرناندو في عام 1516 ميلادية وخلفة علي عرش إسبانيا حفيدة شارلكان وجنح الملك الجديد لشيء من اللين والتسامح  بوساطة النبلاء اللذين يعمل المورسيكيين والمسلمين في ضياعهم مخالفا سياسة جدة العنيفة والتصادمية فجنحت محاكم التفتيش إلي نوع من الإعتدال ولكن هذة السياسة لم تدم سوي لأعوام قليلة عادت بعدها الكنيسة لممارسة ضغوطها ففي عام 1524 ميلادية تم إصدار قوانين ملكية علي غرار قوانين جدة فرناندو وهذة المرة كانت الظروف مواتية لتطبيقها بكل صرامة فتم فرض التنصير الإجباري وتم نزع ماتبقي من أسلحة المسلمين وفي عام 1526 ميلادية صدر قانون يمنع إرتياد الحمامات العامة ويمنع إرتداء الثياب العربية ويمنع إقامة الحفلات علي الطريقة الإسلامية وأشد البنود إيلاما كان تجريم التحدث باللغة العربية ففي الواقع كانت اللغة هي أوثق الروابط بماضي المورسيكيين وتراثهم وفي رأيي أن منع التحدث بالعربية كان هو القشة التي قسمت ظهر البعير وتأثير ذلك أمضي من أي قتل أو نفي أو تعذيب فاللغة العربية كانت بمثابة الصخرة التي تتحطم عليها كل جهود الكنيسة لنسف كل ما يربط بين المورسيكيين وبين تاريخهم العريق وتم فرض قانون بوجوب تعلم كل طفل مورسيكي بلغ الثالثة اللغة القشتالية فبمرور الزمن تلاشت اللغة وإندثرت وإنقطعت الروابط بين المورسيكيين وبين دينهم وتراثهم ولم يتبق للأندلسيين في إسبانيا سوي جينات وراثية توارثتها الأجيال نعرفها اليوم في الوجوة العربية الخالصة لنسبة ليست بالقليلة من الشعب الاسباني...دبت روح الثورة مجددا عند الأندلسيين خاصة في بلنسية حيث يوجد الحشد الأكبر من المسلمين ولكن نظرا لقلة السلاح في أيدي الثوار لم يستطيعو الوقوف في وجة الجيش الأسباني المدجج بالأسلحة الحديثة خاصة المدافع فتم إبادة الثوار وقمعهم بلا رحمة فعرض بقية الثوار الإستسلام مقابل الدخول في النصرانية والإحتفاظ بلغتهم وملابسهم مدة 40 عاما وبعض حقوقهم في شئون الزواج والميراث طبقا لتقاليدهم وأن لا يمتد إليهم قضاء محاكم التفتيش مدة 40 عاما وأن يسمح لهم بحمل السلاح اللذي يكفيهم الدفاع عن أنفسهم ضد اللصوص وقطاع الطرق وأن يتم تخفيض الضرائب الباهظة التي فرضت عليهم فأجابهم شارلكان إلي ذلك لمدة عشر سنين فقط وليست أربعين سنة وكانت هذة المنح هي أفضل ما يمكن الحصول علية في ظل هذة الظروف القاسية فأقبل المسلمين علي التنصير أفواجا نجاة بأنفسهم وبأموالهم وبعد مرور وقت ليس بالكثير لم يعد هناك اي وجود علني للمسلمين في إسبانيا ولم يتبق من الأمة الأندلسية سوي طائفة المورسيكيين اللذين هم في الظاهر مسيحيين بينما هم في الحقيقة مسلمين يكتمون إيمانهم لعل وعسي أن يبتسم لهم القدر يوما ما.... ولكن القدر أبي ذلك فسارو من محنة إلي أخري حتي قضي الأمر
توفي الإمبراطور شارلكان في عام 1555 ميلادية وخلفة ولدة الإمبراطور فيليب الثاني وكان متعصبا لرأي الكنيسة كارها للمورسيكيين فعلي الرغم من الويلات التي حدثت في عهد أبية فإنة كانت هناك بعض السنوات القليلة التي شعر المورسكيين فيها بشيء من الأمن والحرية...وفي عهد فيليب لم يكن هناك حاجة لإصدار قوانين جديدة وإنما كان المطلوب تفعيل كل القوانين السابقة وتطبيقها بكل صرامة وشدة  بحيث لا يستطيع مورسيكي واحد ان يخرقها
وكان أكثر القوانين فعالية هو تجريم إستخدام اللغة والقضاء علي أي مظهر من مظاهر الثقافة الأندلسية ففي عام 1567 إشتد فيليب في تنفيذ هذا القانون فأمهل المورسيكيين مهلة ثلاثة أعوام لتعلم اللغة القشتالية ثم لا يسمح لأحد بعد ذلك أن يتكلم او يكتب أو يقرأ بالعربية وكل معاملات او عقود باللغة العربية تعتبر باطلة ولا يعتد بها لدي القضاء ويجرم التسمي بأسماء عربية وأي إسم غير قشتالي ليست لة أية حقوق عند الدولة ويجب أن تسلم جميع الكتب العربية ولا سيما القرأن بغضون 30 يوما وتمنع مصانع الثياب من صنع أي جديد مما كا يستعمل أيام المسلمين ويحظر إرتداء ما يغطي الشعر أو الوجة بالنسبة للنساء المورسيكيات وأن يرتدين عند الخروج المعاطف والقبعات علي الطريقة الاسبانية وأن تفتح ابواب المنازل المورسيكية أيام الإحتفالات والأفراح وأيام الجمع لكي يتسني لرجال محاكم التفتيش رؤية مدي مطابقة هذة المناسبات للمعايير المسيحية وقد بلغ التعصب مداة فصدرت بعض القوانين المضحكة ولكنة ضحك كالبكاء فصدر قانون يمنع إقامة حفلات الغناء علي الطريقة وبالألات الأندلسية وقانون يمنع الرقص بالطريقة العربية وقانون يمنع التخضب بالحناء وقانون تم بمقتضاة هدم الحمامات العامة والخاصة التي إشتهر بها الأندلسيون والتي تمثل منفذا لإقامة الشعائر الإسلامية كالغسل من الجنابة والوضوء!!!! لقد كان القشتاليون مندهشين جدا من حرص الأندلسيين علي النظافة الشخصية وكانو يتندرون بذلك ويقولون إنهم يغتسلون حتي في ديسمبر أقصي شهور العام برودة فحتي الحرص علي النظافة الشخصية أصبح جريمة في نظرهم!!!! ولكنة التعصب الأعمي لكل ما يمت للإسلام بصلة وتظلم المورسيكيون ضد هذة القوانين وسافر زعماؤهم إلي مدريد العاصمة وقابلو الإمبراطور ولكن لم يجدي ذلك نفعا وطبقت القوانين بكل صرامة...
لقد تعامل المورسيكيين طيلة هذة السنوات بعد فتح غرناطة بهدوء وبحذر وبدهاء مع القشتاليين فرغم كل تلك الخطوب ظلت اللغة العربية تجمعهم وثيابهم العربية تميزهم وأبواب بيوتهم تسترهم يقيمون فيها الصلاة ويقرأون القرأن سرا ويتعاملون بمقتضي أحكام الشريعة سرا  أما الأن في عهد فيليب فقد إستحالت الحياة ولم يعودو قادرين علي التكيف مع مستجدات الأمور وهم الأن في مفترق الطرق فإما أن يتحولو ومن بعدهم أولادهم إلي قشتاليين ومسيحيين مخلصين وتنتهي كل صلة تربطهم بالماضي العريق وإما الثورة والموت في سبيل دينهم ولغتهم وتاريخ اجدادهم العظام  وبدي أن الموت خير من الحياة بمثل هذة الطريقة فتهامسو علي الثورة قبل أن تخمد أخر ذرة من الكرامة في نفوسهم ففي غرناطة وللمرة الاخيرة لمعت في سماء الأندلس أخر ومضات العزة والكرامة وخاض المورسيكيين أخر معارك الأندلسيين ضد إسبانيا النصرانية إنها نهاية النهاية.....تابع معنا الجزء الثاني
المرجع:
كتاب دولة الإسلام في الاندلس د محمد عبداللة عنان
شاهد بقية الأجزاء:
Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)