المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية......

0


يعتبر المعتمد من الشخصيات الفريدة في تاريخ الإنسانية فهوالشاعر الرقيق والمحب الولهان والفارس الشجاع والباطش المنتقم والسياسي الداهية...وهو خائن لأمتة في مرحلة ما وفي أخري هو منقذها وبطلها... هو الملك المنعم المترف الغارق في متع الدنيا  وهو أيضا البائس الفقير المعدم في نهاية حياتة ....خليط من المشاعر الإنسانية المتقلبة شخصية فريدة عني التاريخ بأخبارة وأشعارة أيما اعتناء ووصلتنا من أخبارة وسيرتة مالم يصلنا عن غيرة من الأعلام  ولعل السبب في ذلك كونة أديبا وشاعرا رائعا وأيضا دقة المرحلة التي تزامن معها وقت أن كانت مصير الأندلس  بأكملة يترنح في يد القدر.................
نسبة:
هو محمد بن عباد بن محمد بن اسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم... من قبيلة لخم القحطانية  اليمانية وجدة عطاف هو من دخل الأندلس مع بلج بن بشر عام 124 هجرية ...ولقب بالمعتمد
مولدة:
ولد بمدينة باجة الأندلسية سنة 431 هجرية 1040 ميلادية
نشأتة:
نشا المعتمد نشأة مرفهة في قصور أبية المعتضد بن عباد صاحب اشبيلية وكان مولعا بمجالس الأدب والشعر كما كان معاقرا  للخمر منغمسا في اللذات ...ولم يكن مثل ابية سفاكا للدماء  بل نشأ كارها للبطش والقتل وكان جوادا كريما.........................................
 ولاة أبوة مدينة شلب سنة 455 هجرية عقب استيلاء بني عباد عليها في اطار الحرب الأهلية المضطرمة بين ملوك الطوائف وهو في الثلاثين من عمرة وقد تركت هذة المدينة البرتغالية النائية والجميلة  أثرا عظيما في تركيبة المعتمد النفسية وهو يومئذ في عنفوان شبابة يتقلب في شلب بين مجالس اللهو والأنس وقد صور ذلك بأبياتة التالية.....

ألا حيي أوطاني  بشلب أبا بكر...........................وسلهن هل عهد الوصال كما أدري
وسلم علي قصر الشراجيب من فتي.....................لة أبدا شوق إلي   ذلك   القصر
فكم من ليلية قد بت أنعم جنحها...........................بمخصبة الأرداف مجدبة الخصر
وبيض وسمر فاعلات بمهجتي...........................فعال الصفاح البيض والأسل السمر
وليل بسد النهر لهوا قطعتة...............................بذات سور مثل منعطف البدر
نضت بردها عن غصن بان منعم.......................نضير كما انشقت الكمام عن الزهر
وباتت تسقيني المدام بلحظها............................فمن كأسها حينا وحينا من الثغر

كانت لهذة النشأة الحالمة أكبر الأثر في تشكيل شخصية بن عباد كما أسلفنا

وفاة أبية وتولية حكم أشبيلية:
تولي الحكم عام 461 هجرية بعد وفاة أبية  وكانت أولي أعمالة هي الإستيلاء علي قرطبة المجاورة  حيث استغاث بة  صاحب قرطبة عبد الملك بن جهور ليصد عن قرطبة جيش يحي بن ذي النون صاحب طليطلة اللذي بدأ المسير للإستيلاء عليها  وذكرة بأنهم حلفاء أبية المعتضد....ووجدها المعتمد فرصة للإستيلاء علي قرطبة ودخل جيش إشبيلية إلي قرطبة فلما وصل ذي النون هالة وجود جيش اشبيلية وعلم أنة لن يستطيع الإستيلاء عليها وقفل راجعا بعد مناوشة قتالية بسيطة ........وفي الحال نفذ المعتمد خطتة السرية واستولي علي قرطبة بمساعدة الناقمين علي بني جهور من خصومهم السياسين  وقبض علي عبد الملك وأهلة وتم نفيهم إلي جزيرة شلطيش وكان ذلك عام 462 هجرية......وقد يقول قائل هذا عمل من أعمال الغدر والخسة وهذا صحيح ولكن القاريء لتاريخ ملوك الطوائف يدرك أن الغاية تبرر الوسيلة في هذة الحرب الأهلية التي كادت أن تقود أركان الأندلس فلو استطاع عبد الملك بن جهور فعل نفس الشيء مع المعتمد فلن يتردد  لحظة ...اذن فنحن أمام حرب لا شرف فيها وهل هناك أخس من أن يستعين ملوك الطوائف بأعدائهم نصاري أسبانيا علي بعضهم البعض ويدفعون الجزية لملك قشتالة في سبيل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولي المعتمد ابنة عباد الملقب بسراج الدولة قرطبة ...وقتل سراج الدولة غيلة في عام 467 هجرية حين استولي ابن عكاشة رجل ذي النون علي قرطبة بالغدر والحيلة حين فتح الخائنون بوابات المدينة لة ورجالة واستولي المهاجمون علي المدينة.ثم توفي ذي النون بعد ذلك باشهر قليلة فسار المعتمد الي قرطبة وقد فر منها ابن عكاشة لكنة ظفر بة وصلبة بجوار كلب انتقاما لإبنة

وكان من أبرز أعمالة الإستيلاء علي الجزيرة الخضراء وقرمونة ومورون وأركش ورندة من الإمارات البربرية ثم استولي علي جيان أهم قواعد مملكة غرناطة عام 466 هجرية......ثم استولي علي مرسية عام 471 هجرية فتحها وزيرة ابو بكر بن عمار...ثم استطاع أن يستولي علي معظم أراضي مملكة طليطلة الجنوبية الشرقية ....وإلي ذلك الحين إستطاع المعتمد بن عباد أن يؤسس أعظم مملكة للطوائف وأوسعها رقعة وأكثرها عدة وعتادا وأحسنها مدنية وتقدما وحضارة ويظهر ذلك جليا في فن العمارة الإسلامية الرائعة في قصور بني عباد التي لا تزال موجودة حتي الان تفيض بهاء وأبهة.........
أحد قصور المعتمد بإشبيلية



بطشة بالوزير الشاعر أبوبكر بن عمار:
ولد أبو بكر بن عمار في قرية صغيرة من أعمال مدينة شلب البرتغالية  فنشأ بها ثم رحل إلي قرطبة وبرع في نظم الشعر واتخذة وسيلة للكسب والترقي ....كان أبوبكر بن عمار شاعرا نابها تمكن من أن يتصل ببلاط المعتضد بن عباد والد المعتمد  بإشبيلية وصار واحدا من شعرائة وندمائة...ولما ولي المعتمد حكم شلب اتصل بة ابن عمار فأعجب بة المعتمد وراق لة شعرة ونظمة ثم توطدت علائق الود والصلة بينهما حتي غدا أثير المعتمد ولم يعد يصبر علي فراقة  فولاة المعتمد وزارتة وسار الأمر علي نحو ذلك بعد أن ولي المعتمد ملك إشبيلية بعد وفاة أبية فكان لا يقطع أمرا دونة.......ثم لما كان من أمر فتح مرسية علي يد الوزير بن عمار حدثتة نفسة بالإستقلال بملكها وراق لة أن يغدو ملكا من ملوك الطوائف وبدأ في تجاهل أوامر المعتمد....غير أن ذلك لم يدم طويلا حيث وثب علي المدينة رجل يقال لة ابن رشيق استغل فرصة خروج بن عمار خارج المدينة لتفقد بعض الحصون وأغلق أبواب المدينة دونة فلم يستطع الدخول إاليها وفر هاربا بحياتة نحو قشتالة النصرانية وقضي وقتا يسيرا في بلاط ملكها ألفونسو السادس فلم يجد منة عونا ثم اتصل بحاكم سرقسطة المقتدر بن هود فأكرم وفادتة وإستعملة  ثم مات المقتدر بعد ذلك بقليل وتولي ابنة المؤتمن فأغراة بن عمار بفتح حصن شقورة من أعمال دانية وقصد بن عمار الحصن في جماعة قليلى  من صحبة يستطلع الأمر وكان أمير الحصن رجل وافر الدهاء يقال لة ابن مبارك فدعا بن عمار لضيافتة وهش لة فخدع بن عمار بذلك ودخل الحصن فقبض علية من فورة وزج بة إلي السجن ثم سلمة بن مبارك إلي المعتمد مقابل الكثير من الأموال...واخذ إلي اشبيلية مكبلا بالأغلال وقد احتشد ألوف الناس لمشاهدتة في هذة الحالة المذرية.......وأودعة المعتمد بناحية وضيعة في قصرة وكان يستحضرة من أن لأخر ويبالغ في تقريعة وتأنيبة وابن عمار يمعن في استعطافة واسترحامة...ويقال أن المعتمد قد تاثر اخيرا بمحنة وزيرة ووعدة بالصفح غير أن خصوم المعتمد وخاصة الوزير الجديد أبوبكر بن زيدون وزوجة المعتمد الأثيرة لدية اعتماد الرميكية  بالغو في الوشاية وأظهرو للمعتمد أبيات شعر كتبها بمرسية يهجو  الرميكية يقول فيها ..............
تخيرتها من بنات الهجين........................رميكية ما تساوي عقالا
فجاءت بكل قصير العذار.......................لئيم النجادين عما وخالا
قصار القدود ولكنهم............................أقامو عليها قرونا طوالا
سأكشف عرضك شيئا فشيئا..................واهتك عرضك حالا فحالا....

وقد بعث بن عمار من سجنة للمعتمد قصائد  في الإستعطاف تذيب الفؤاد من أشهرها
سجياك إن عافيت أندي وأسمح.........وعذرك إن عاقبت أجلي وأوضح
حنانيك في أخذي برأيك لا تطع........عداي ولو أثنو عليك وأفصحو
وعف علي أثار جرم سلكتها...........بهبة رحمي منك تمحو وتصفح
ولا تلتفت قول الوشاة وزورهم........كل  اناء  باللذي  فية  يرشح
وبين ضلوعي من هواة تميمة.......ستشفع لو ان الحمام  مجلح
غير أن ذلك لم يؤت ثمارة واشتد حنق المعتمد عليةوذهب إالية في السجن وهو مقيد في أغلالة حاملا بيدية بلطة اهداها لة ملك قشتالة فارتمي ابن عمار يقبل قدمية ويبللهما بدموعة ولكن المعتمد هوي علية بضربات قاتلة ولم يتركة إلا جثة هامدة غارقة في الدماء.......
وهكذا ظهر جانب أخر من شخصية المعتمد جانب يملؤة القسوة والعنف لم يعهد علية من قبل ...ومهما كانت المبررات لفعل ذلك إلا أن الوزير الشاعر تمت تصفيتة بقسوة مبالغ فيها كان يمكن للمعتمد تجنبها واختيار لون أخر من العقاب أو العفو عن صديق عمرة....ولم يكن يدور بخلد المعتمد أنة هو الأخر سيواجة محنة مشابهة في نهاية حياتة كما سنري لاحقا.......
اعتماد الرميكية زوجة المعتمد:
عندما كان المعتمد وليا للعهد رأي اعتماد بصحبة مولاها رميك وهو من وجهاء إشبيلية فراقت لة فإشتراها منة وهام بها حبا وتزوجها ولما تولي المعتمد ملك إشبيلية غدت اعتماد ملكة إشبيلية  واحتلت مكانة بارزة في البلاط وكانت ذات نفوذ قوي تتدخل في شئون ادارة الدولة ولذلك سميت بسيدة القصر  وهذا سر عدائها مع الوزير الشاعر أبوبكر بن عمار وهو يومئذ الوزير القوي  حيث كان كل منهما يحاول بسط نفوذة علي الأخر وكانت سببا رئيسيا في هلاكة علي يد المعتمد كما تقدم وكانت تشاطر زوجها حب الشعر والأدب وكانت تزين مجالس المعتمد الشعرية بحسنها وبلاغتها ....وقد هام بها المعتمد وذاب فيها حبا ولم لا وهو الشاعر الرقيق وهي الحسناء الساحرة....وهي أم اولادة الملوك..............وهكذا كان بلاط إشبيلية يسمو علي غيرة بطبعة الثقافي والشعري الرائع .....
نهر الوادي الكبير وبرج حراسة علي ضفافة كما يبدو اليوم


خطيئة المعتمد الكبري تحالفة مع ملوك النصاري:
في الحقيقة ليست خطيئة المعتمد وحدة وإنما يشترك معة في ذلك كل ملوك الطوائف فقد كانت الحرب الأهلية فيما بين ملوك الطوائف مستعرة والكل يسعي لتحطيم الكل والكل يدفع الجزية صاغرا لملك قشتالة وملك قشتالة يمد يدة للجميع فيمد يد المساعدة لملك علي أخر حتي ينتصر علي خصمة ثم لا يلبث إلأ أن يعين المهزوم علي المنتصر تارة أخري فهكذا كانت سياسة الملك النصراني هي ضرب أمراء الطوائف بعضهم ببعض حتي ينهكهم وتصبح الاندلس لقمة سائغة فيقضي عليهم منفردا بكل مملكة علي حدة وتجلي ذلك بسقوط طليطلة حاضرة الاندلس الكبري وعاصمة القوط القديمة......ولم يكن في ذهن الملوك المتناحرين أي بعد قومي أو ديني للحفاظ علي الوطن المشترك...وقد استمر ذلك حتي نكبة سقوط طليطلة فأفاقو جميعا علي واقع مروع واتحدو ضد العدو المشترك كما سنري لاحقا.......وسنسرد الأن تاريخ المعتمد في تحالفة مع النصاري..............
كان المعتضد والد المعتمد يدفع الجزية سنويا لفرناندو ملك قشتالة منذ عام 455 هجرية ثم دفعها لولدة سانشو ثم دفعها لأخية ألفونسو السادس...ولما مات المعتضد استمر المعتمد في دفع الجزية إلي ألفونسو وعلي الرغم من قوة إشبيلية واتساع مواردها فإن المعتمد لم يفكر في أن يزيل ذلك الهوان عن مملكتة فقد كان يري خطر ملوك الطوائف المسلمين أكبر علية من خطر قشتالة وأنة لا يستطيع فتح جبهة أخري للحرب ضد ملك قشتالة في الوقت اللذي يحارب فية ملوك الطوائف...وسنسرد هنا لمحات من تحالفة مع النصاري
&تعاونة مع الفونسو السادس اثناء محاولتة فتح غرناطة:
بعد استيلاء المعتمد علي جيان أهم قواعد غرناطة الشمالية عام 466 هجرية هرع أمير غرناطة  عبد اللة بن بلقين للتحالف مع ألفونسو السادس عن طريق وساطة المأمون بن ذي النون ملك طليطلة وتعهد بدفع الجزية مقابل ان يساعدة ألفونسو لرد عدوان المعتمد فرحب ملك النصاري وظهرت أثار المعاهدة علي الفور فسار عبد اللة بن بلقين ومعة سرية من النصاري وأغار علي أراضي المعتمد وعاث فيها ثم استطاع أن يسترد حصن قبرة القريب من جيان............غير أن المعتمد بعث وزيرة النابة أبوبكر بن عمار إلي ملك قشتالة واتفقو علي أن يدفع المعتمد لقشتالة خمسين ألف دينار وأن يتعاونا سويا علي فتح غرناطة علي أن تكون المدينة ذاتها لإبن عباد وتكون ذخائر القلعة الحمراء لألفونسو.....وفورا عمد النصاري إلي تخريب بسائط غرناطة وخاصة مرجها الشهير la vega.............غير أن سير الأحداث لم يكتب لهذة المعاهدة النجاح أو قل إن شئت لم يجتهد ألفونسو في تنفيذها لأن سياستة كانت ارهاق ملوك الطوائف بحروبهم ضد بعضهم البعض واستنزاف اموالهم بالجزية حتي يأكلهم لقمة سائغة في نهاية الأمر ولم يكن ليسمح لأحدهم وخاصة أقواهم المعتمد بن عباد بالإنتصار علي خصومة انتصارا حاسما.....أرأيتم كيف تلاعب الملك القشتالي بملوك الطوائف وكأنهم دمي يحركهم كيفما شاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لقد كان مصير الأندلس كلة يترنح في يد القدر بسبب هذة السياسة الإنتحارية لملوك الطوائف وبدا واضحا أن شمس الإسلام الساطعة في الأندلس  بدأت في الغروب وما هي إلا مسألة وقت حتي يسترد النصاري الاندلس من المسلمين
&تحالفة مع أمير برشلونة أثناء فتحة لمرسية:
عقد الوزير أبوبكر بن عمار  مع الكونت رامون برنجار أمير برشلونة صفقة يتعهد فيها المعتمد بدفع عشرة ألاف مثقال من الذهب تذهب للكونت مقابل ان يعاون الكونت ابن عباد بفرسانة علي فتح مرسية واتفق الطرفان علي ان يقدم كلا منهما رهينة في حوزة الأخر فقدم المعتمد ولدة الرشيد وقدم الكونت إبن أخية
&معاهدتة مع ألفونسو قبل فتح طليطلة:
لما استشعر المعتمد استفحال خطر ألفونسو واستشعر خطتة لفتح طليطلة أثر السلامة  ورأي أن عقد الصلح والمهادنة هو  خير ضمان لإتقاء شر ألفونسو  خاصة وهو مشغول في ذات الوقت بمحاربة  مملكة غرناطة فبعث وزيرة بن عمار إلي ليون عاصمة قشتالة واتفقو علي زيادة أموال الجزية التي يدفعها المعتمد بالإضافة إلي تعهد المعتمد بعدم إعتراض خطط ألفونسو نحو طليطلة...

&تحالفة مع النصاري ضد امير المسلمين يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين أثناء حصارة لإشبيلية وهذا سوف نفصلة لاحقا



صدام المعتمد مع ألفونسو السادس:

في عام 475 هجرية أوفد  ألفونسو رجالة  ليقبضو الجزية السنوية من المعتمد كالعادة وكان بينهم رجل يهودي يدعي إبن شاليب فأرسل المعتمد المال والسبائك إليهم غير أن إبن شاليب رفض تسلمها بحجة أنها من عيار زائف وهدد بانة إذا لم تقدم لة من عيار حسن فسوف تحتل إشبيلية......وهنا ادرك المعتمد مدي الهوان والذلة التي سجن نفسة فيها حتي وصل الامر لمثل ابن شاليب من الوضعاء أن يعلو صوتة ويهددة داخل مدينتة فغضب المعتمد غضبا شديدا وأمر باليهودي فصلب وألقي الفرسان القشتاليين في السجن واشترط علي ألفونسو السادس رد حصن المدور القريب من قرطبة ثمنا لإطلاق سراحهم وهو ما حدث بالفعل...واضطرم ألفونسو غضبا فها هي دمية من دماة تعلن الخروج علية وأقسم أن ينتقم من المعتمد أشد إنتقام فحشد جيشا ضخما وسار إلي إشبيلية يحرق القري وينتسف الزروع ويسبي كل من وقع تحت يدية من المسلمين ثم حاصر إشبيلية ذاتها ثلاثة أيام ثم عاث في أراضي شذونة وانحدر جنوبا نحو المحيط حتي وصل إلي  مدينة طريف القابعة علي الشاطئ الجنوبي لأسبانيا وسميت طريف نسبة الي سرية طريف بن مالك التي عبرت باوامر موسي بن نصير لتستكشف  حال البلاد قبل الفتح...فوقف علي الشاطئ والموج يضرب قوائم فرسة  قائلا هذا أخر الأندلس قد وطأتة.....وهنا أدرك المعتمد فداحة أخطائة ولاح لة في الافق المصير المروع اللذي سوف يعصف بة وبإشبيلية وبالاندلس كلها فها هو ملك نصراني يتنزة بجيشة قاطعا الأندلس من شمالها لجنوبها يخرب ويحرق دون أن يعترضة أحد  ويصل بجنودة إلي منتهي لم يصلة نصراني منذ الفتح فأي هوان وأي ذل هذا ؟؟وهنا تبدأ صفحة مشرقة من تاريخ المعتمد  في جهادة ضد النصاري ودورة الكبير في الحفاظ علي ماتبقي من الاندلس ............. بعد هذة النوازل  فكر المعتمد لأول مرة في ان يستنصر بإخوانة المسلمين في فيما وراء البحر من دولة المرابطين في المغرب بقيادة يوسف بن تاشفين.فكتب إلية بما وصل إلية حال الاندلس من الخطورة  ويلتمس إلية العون والنجدة وقد تطورت هذة المبادرة فيما بعد إلي خطة عملية إلتف حولها كل ملوك الطوائف بعد سقوط طليطلة
سقوط طليطلة القشة التي قصمت ظهر البعير:
كان الوقت مثاليا لألفونسو ليبدأ ضربتة الكبري نحو ملوك الطوائف فقرر أن يفتتح طليطلة واستقر في نفسة أنة لن يكون هناك رادع ولا نصير من الملوك الضعفاء المتناحرين وما هي إلا مسألة وقت حتي يسقطهم مملكة بعد أخري ويطرد المسلمين من الأندلس ...
سار ألفونسو بجيوشة الجرارة نحو طليطلة وضرب حولها الحصار فصمدت المدينة في البداية  ثم دخل الشتاء وشحت الأقوات واشتد الأمر علي أهل المدينة المحاصرة  وكانت خطتهم اطالة أمد الحصار قدر الإمكان عسي أن يتملل ألفونسو ويرجع لبلادة أو يمد لهم جيرانهم المسلمين يد العون..ثم لم يجد أهل طليطلة بد من التفاوض مع ألفونسو فبعث الفادر بن ذي النون أمير طليطلة وفدا لألفونسو فقدم الوفد عرضة بأن يحكم القادر طليطلة بإسم ألفونسو فرفض الطلب وأبدي ألفونسو تعنتا شديدا وهددهم بأنة لا مفر من تسليم المدينة فألمح الوفد إلي أنة بعدم قبولة عرضهم فإنهم سيشتدون في الدفاع عن المدينة حتي تأتيهم النجدة من إخوانهم المسلمين....فضحك ألفونسو وأعطي أوامرة لحجابة فأدخلو عليهم سفراء ملوك الطوائف وكانو في الخيام  المجاورة قد قدمو لخطب ود ألفونسو!!!!!!فرجع وفد طليطلة يجر أذيال الخيبة والألم وأيقنو من أنة لا سبيل إلي النجاة وكان هذا الموقف من المضحكات المبكيات.......واستمر الحصار تسعة أشهر كاملة حتي سلمت المدينة  أبوابها بعد أن أضني الناس الجوع والمرض ودخلها ألفونسو ظافرا في عام 478 هجرية وودعت طليطلة حظيرة الإسلام إلي الأبد............

وهنا أفاق ملوك الطوائف علي واقع مروع  فبعثو رسلهم إلي أمير دولة  المرابطين في المغرب يوسف بن تاشفين يستجدونة لإنقاذ  الأندلس من نير النصاري وتزعم هذة الحركة المعتمد بن عباد واتفق الملوك  أخيرا فيما بينهم علي كلمة سواء بعد تناحر طال عشرات الأعوام.............
مقالة المعتمد المأثورة حروف من ذهب:
اعترض الرشيد ولد المعتمد علي خطة أبية لجلب المرابطين إلي الأندلس قائلا"يا أبت أتدخل علينا في أندلسنا من يسلبنا ملكنا ويبدد شملنا".فأجاب المعتمد بمقالتة المأثورة الرائعة "أي بني واللة لا يسمع عني أبدا أني اعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصاري فتقوم علي اللعنة في الإسلام مثل ما قامت علي غيري حرز الجمال عندي واللة خير من حرز الخنازير"أي لأن أن أرعي جمال المرابطين هو خير عندي من أرعي خنازير ألفونسووهكذا كفر المعتمد بعض الشيء بموقفة هذا عن خطاياة السابقة ونفض عنة غبار الذل والهوان
عبور يوسف بن تاشفين بجيوشة  إلي الأندلس  وموقعة الزلاقة الخالدة 12 رجب 479 هجرية:
كان ذلك في منتصف ربيع الأول عام 479 هجرية حيث نزلت الحشود بالجزيرة الخضراء  ..ثم اتجة يوسف صوب إشبيلية فخرج المعتمد لإستقبالة وتعانق الملكان وتعاهدا علي الجهاد والنصرة وكانت أنباء عبور المرابطين إلي الأندلس قد بلغت ألفونسو وهو مشغول بحصار سرقسطة الشمالية في اطار خطتة لإسقاط دول الطوائف كل علي حدة فترك الحصار علي وجة السرعة واستنجد بملوك النصاري الأخرين مثل راميريز ملك أراجون  ومملكة جيليقية  ونافار وكذلك إلي ملوك النصاري في جنوب فرنسا ما وراء البرنية وتقاطرت  الفرسان المتطوعة من جنوب فرنسا وإيطاليا  وسار ألفونسو السادس علي رأس الجيوش النصرانية نحو الجنوب لملاقاة المسلمين  وعسكر علي بعد ثلاثة أميال من جيثوش المسلمين  يفصل بينة وبينهم نهر جريرو وكانت الجيوش الإسلامية قد عسكرت في سهل شمال بطليوس علي مقربة من الحدود البرتغالية الحالية  سمي فيما بعد بسهل الزلاقة وسبب التسمية  انزلاق الخيول من كثرة الدماء المسالة علي أرض المعركة.....وقدرت جيوش النصاري بثمانين ألفا وجيوش المسلمين بخمسين ألفا...........

قسم الجيش الإسلامي إلي وحدتين كبيرتين القوات الاندلسية في المقدمة والمرابطية في المؤخرة وتألفت القوات الأندلسية من قوات إشبيلية بقيادة المعتمد في القلب وميمنتة قوات بطليوس بقيادة المتوكل بن الافطس وميسرتة قوات شرقي الأندلس.........

المعتمد بن عباد بطل موقعة الزلاقة الاول:
بعد المراسلات الروتينية بين الجيشين.....عرض ألفونسو توقيتا لبدأ المعركة فكتب إلي المعتمد يقول إن غدا الجمعة وهو عيدكم وبعدة السبت عيد اليهود وهم كثير في محلتنا وبعدة الأحد وهو عيدنا فيكون اللقاء بيننا يوم الإثنين .فأدرك المعتمد ويوسف خديعتة وتوقعو هجومة يوم الجمعة وبالفعل في الصباح الباكر يوم الجمعة 12 رجب 479 هجرية زحف النصاري واشتبك الجيشان فهجم النصاري بقيادة ألبار هانيس القائد العام للجيوش النصرانية علي القوات الأندلسية التي يقودها المعتمد هجوما عنيفا ردها عن مواقعها  وكثر القتل في معسكر الاندلسيين وفرت معظم قوات الأندلسين تاركة ميدان المعركة هاربة نحو بطليوس. وهنا يسجل التاريخ للمعتمد ملحمة مشرقة من البطولة والفروسية والفداء  فقد ثبت في مكانة ولم يعط العدو ظهرة وقاتل هو ومن تبقي من فرسان إشبيلية قتال من يطلب الموت وأثخن المعتمد جراحا إلي أن تداركتهم قوات المؤخرة المرابطية فردت النصاري وعاد الفارون لمواقعهم وبدأت المعركة تنقلب لصالح المسلمين ..وكان ألفونسو قد نفذ في نفس الوقت إلي مؤخرة الجيش المرابطي فلم يشغل يوسف بالة بذلك وانطلق بقواتة الإحطياطية صوب معسكر النصاري ولم يتصد لألفونسو في خطة مبتكرة وكانت تحرسة قوة صغيرة ففتك بها ثم أحرق خيامهم فلما علم ألفونسو قفل راجعا لإنقاذ معسكرة فاصطدم الفريقين معا في معركة ملتهبة وسط دقات طبول الحرب المرابطية التي صمت أذان النصاري ولم يكن لهم بها عهد في حروبهم السابقة ووصل ألفونسو إلي معسكرة بعد خسائر فادحة واستطاع أحد جنود قوات النخبة من حرس يوسف أن يصل إلي ألفونسو وأن يطعنة بخنجر في فخذة واشتد القتل بالنصاري وتعالت أكوام جثثهم وأشلائهم  وكان الغروب قد حل وتقول الرواية أنة لم ينج من جيوش النصاري سوي خمسمائة فارس فروا ليلا صوب طليطلة وانتصر المسلمون انتصارا باهرا ومن المؤسف أن كثيرا من المسلمين لا يعرفون عن هذة المعركة شيئا مع أن يوم الزلاقة من أيام الإسلام المشهودة معركة من طراز حطين وعين جالوت بل تتجاوزهم في نتائجها السياسية المهولة فبعد أن كان المسلمون يهددهم الفناء والطرد خارج اسبانيا أتت الزلاقة لتعطيهم قبلة الحياة وغنم الإسلام حياة جديدة امتدت لأربعمائة سنة أخري في أسبانيا  واصل فيها عطائة الفكري والحضاري....ثم بعد المعركة توفي ولد يوسف بن تاشفين الأمير أبي بكر سير فقفل راجعا إلي المغرب في شعبان 479 هجرية.......
المعتمد بن عباد يستدعي يوسف بن تاشفين للمرة الثانية:
كان ذلك بسبب حصن أليدو اللذي أقامة الفونسو بعد فتح طليطلة علي مشارف مرسية وكان مليئا بالمقاتلة والفرسان وكان قاعدة ينطلق منة النصاري ليعيثو في  مرسية وألميرية فسادا ولاقي الناس من الحصن أشد العنت ولم تستطع القوات الاندلسية اقتحامة فلبي يوسف النداء وعبر البحر عام 481 هجرية وحاصر الحصن أربعة أشهر ولكنة امتنع علية وفي هذة الفترة تغير يوسف بن تاشفين علي ملوك الطوائف فقد لاحظ أنهم عادو سيرتهم الاولي في التنابذ وتفرق الكلمة فها هو تيم صاحب مالقة وأخوة عبد اللة صاحب غرناطة يشكو كل منهما الاخر بتهم اغتصاب حقوق الميراث والسيادة.وها هو المعتصم بن صمادح صاحب الميرية والمعتمد بن عباد يشي أحدهما بالأخر عند يوسف والمعتمد بن عباد يتهم ابن رشيق المتغلب علي مرسية بمحالفة النصاري.فحنق يوسف عليهم واستقر في نفسة أنة لن تنصلح أحوالهم أبدا وسيقضون لا محالة علي العباد والبلاد.وكان ألفونسو قد هرع لنجدة الحصن في قوات ضخمة فأثر يوسف عدم الإشتباك معة في معركة غير مجدية وقفل راجعا إلي المغرب  أما الحصن فهدمة ألفونسو وارتحل النصاري عنة  لإحتياجة لقوات كثيرة لضمان صمودة وهو ما وجدة ألفونسو لا طائل من ورائة
يوسف بن تاشفين يدخل الأندلس للمرة الثالثة:
هذة المرة لم يستدعية أحد ولكنة كان قد صمم علي سحق ملوك الطوائف وازالتهم من الوجود وضم الأندلس تحت حكم المرابطين بعد أن فقد الأمل في اجتماع كلمتهم وبعد أن اكتشف أنهم عادو لمهادنة ألفونسو بالهدايا والمعاهدات وقامو بقطع المؤن عن القوات المرابطية الموجودة في الأندلس فحسم أمرة علي ابادتهم جميعا.فعبر البحر في أوائل عام 483 هجرية  وانتهي الأمر بإستيلاء المرابطين علي جميع دول الطوائف وضم الأندلس ألي المغرب في دولة واحدة قوية
اقتحام المرابطين إشبيلية وأسر المعتمد:
حاصر المرابطون إشبيلية بقوات ضخمة وأدرك المعتمد أنها مسألة حياة أو موت  فإما  أن يرد المرابطين وإما أن يذهب هو إلي مصير بائس وينتهي ملك بني عباد إلي غير ذي رجعة........وبحث حولة فلم يجد لة نصيرا غير ألفونسو السادس فبادر من فورة
فكاتب المعتمد بن عباد  إلي ألفونسو السادس يدعوة إلي ضرورة التحالف ضد المرابطين في مفارقة مبكية لدفع خطرهم عن أهل الجزيرة من المسلمين والمسيحيين!!!!!!!!!!عدو عدوي صديقي....فإهتز ألفونسو وهب لمساندة إبن عباد بعد أن أدرك أن إشبيلية أقوي دول الطوائف إن سقطت فستسقط كل دول الطوائف وستواجة قشتالة دولة موحدة قوية قادرة علي التصدي لأطماع ملوك النصاري بل وقد تسحقهم وتستولي علي دولهم فبادر بإرسال حملة قوية مؤلفة من ثلاثون ألفا بقيادة ألبار هانيس أبرع قوادة فإشتبك مع المرابطين بالقرب من أسوار إشبيلية في معركة دموية قتل فيها الكثير من الفريقين وانتهت المعركة بهزيمة النصاري وجرح قائدهم...وإغتم المعتمد بذلك ولكنة إستمر في المقاومة....وحاصر المرابطين إشبيلية زهاء أربعة أشهر والمعتمد صامد لا يخبو لة عزم حتي أن سير بن أبي بكر قائد المرابطين قال"لو أني أقصد مدينة الشرك لم تمتنع هذا الإمتناع"...ووقف المعتمد علي جماعة من اهل إشبيلية يخططون للثورة علية ويعتزمون فتح أبواب المدينة من الداخل عنوة لتمكين المرابطين من الدخول ولكنة لم يقم بإعدامهم نزولا علي نصح قادتة....فكان نتيجة ذلك أن إستطاع المرابطين إحداث ثلمة في السور عند باب الفرج بالقرب من النهر بمساعدة الثائرين فبادر المعتمد في الخروج بنفسة مع جماعة من فرسانة  لرد الداخلين من جند العدو وهو دون درع أو عدة وليس علية سوي قميص شفاف وتلقي المعتمد خلال المعركة طعنة تحت إبطة من فارس مرابطي فهاج المعتمد وهجم علية فشقة بالسيف واستطاع المعتمد بمن معة رد المرابطين إلي خارج المدينة مرة أخري وإصلاح الجزء المتهدم من السور...لقد كان المعتمد يخوض معركتة الأخيرة فها هو يخرج بنفسة للقتال دون درع   قتال من يطلب الموت رافضا نصح القادة بإلتزام القصر الملكي  فكانت شجاعة تحسب لة ...وفي عصر ذات اليوم تمكن مجموعة من المرابطين النفاذ إلي أسطول إشبيلية الراسي في نهر الوادي الكبير وقامو بإحراقة فسري الرعب بين اهل المدينة وبادر معظمهم بالفرار عن طريق النهر أو بالترامي من شرفات الإسوار وساد الهرج بسائر أنحاء المدينة وفي يوم الأحد الثاني والعشرين من رجب عام 484 هجرية اقتحم المرابطون المدينة من ناحية الوادي الكبير ونشبت بينهم وبين المدافعين عن المدينة معرقة قصيرة سحق فيها المدافعين . وهجمت فرقة من المرابطين نحو القصر الملكي فإستقبلهم إبن عباد شاهرا سيفة يقاتلهم وجماعة من فرسانة في بسالة.....ووقع المعتمد في الأسر وقتل إبنة فخر الدولة بين يدية..ونهبت القصور الملكية نهبا قبيحا.......وحقيقة لم يتوان المعتمد في دفاعة عن المدينة وظل للحظة الأخيرة شاهرا سيفة يقاتل في شجاعة ويصور هو لنا ذلك في الأبيات الشعرية الرائعة  التالية
إن يسلب القوم العدا ...............ملكي وتسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعة................لم تسلم القلب الضلوع
فقد رمت يوم نزالهم...............ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوي القميص.....عن الحشا شيء دفوع
وبذلت نفسي كي تسيل...........إذا يسيل بها النجيع
أجلي تأخر لم يكن................بهواي ذلي والخضوع
ما سرت قط إلي القتال..........وكان من أملي الرجوع
شيم الألي أنا منهم..............والأصل تتبعة الفروع
نهر الوادي الكبير


محنة المعتمد المبكية:
لم يبق يوسف بن تاشفين علي حياة المعتمد  رحمة بة ولكن إمعانا في عقابة وإذلالة فحكم علية  وأهلة جميعا بالنفي مدي الحياة في مدينة أغمات بالمغرب وهي مدينة صغيرة تقع علي بعد أربعين كيلو متر جنوب شرقي مراكش ..وقد كان مشهد خروجة من إشبيلية مشهدا مهيبا فقد أبحرت السفينة التي ستقلة وأهلة إلي منفاة في نهر الوادي الكبير واصطف أهل إشبيلية علي ضفتي النهر يودعون ملكهم بالبكاء والنواح في تراجيديا رائعة.....ونزل المعتمد وأهلة بطنجة أياما ثم بمكناسة أياما أخري ثم سارو إلي مستقرهم النهائي مدينة أغمات حيث زج بالمعتمد وأهلة سجناء قيد الإقامة الجبرية في قلعة أغمات المنيعة   أواخر عام 484 هجرية....وضيق عليهم في النفقة فكان المعتمد وزوجتة الرميكية التي كانت تسطع في بلاط إشبيلية بجمالها وزينتها الباهرة  وابناؤة وبناتة الأمراء والأميرات الناعمين المرفهين  يرتدون الثياب الخشنة ويعانون من شظف العيش حتي وصل الامر ببنات المعتمد بالإشتغال بالغزل ليعلن أسرتهن  وهكذا إنتقلت الأسرة الملكية من العيش في القصور والتنزة في جنات وحدائق إشبيلية الغناء إلي هذة المدينة الصحراوية  المقفرة النائية ......ولم تقو اعتماد الرميكية علي قسوة الحياة البائسة فذهبت نضارتها ثم توفيت ودفنت بظاهر أغمات وحزن المعتمد عليها أيما حزن وزادت محنتة بفقدة حبيبتة الاثيرة وتراكمت علية الهموم فضعف جسمة وخارت قواة واستمر الحال علي ذلك طيلة أربعة سنوات حتي قدم عام 488 هجرية وكانت قد قامت ثورة بإشبيلية قادها عبد الجبار ولد المعتمد واللذي استطاع أن يفلت من الأسر فأمر يوسف بن تاشفين بالتضييق علي بن عباد وتصفيدة بالأغلال ثم أظلمت الدنيا شيئا فشيئا وخبا بريق عينية ثم توفي رحمة اللة في شوال عام 488 هجرية بقلعة أغمات عن سبعة وخمسين عاما ودفن بظاهر اغمات بجوار قبر زوجتة الرميكية.........ومهما تكن الاسباب والمبررات فقد عامل يوسف بن تاشفيين المعتمد بقسوة مبالغ فيها  ولم يذكر لة جهادة وبلاءة يوم الزلاقة ولم يحفظ لة هيبتة وكان من الممكن أن يحفظ للرجل شيئا من الحياة الكريمة في نهاية حياتة وأن لا يضيق علية هذا التضييق الشديد اللذي قضي علي الرجل...ولا أدري لماذا أتذكر لحظة كتابة هذة السطور بطش ابن عباد بوزيرة الشاعر حين لم يرق قلبة لصديقة وهو يقبل قدمية يسئلة العفو والسماح فلم يستجب وقتلة بيدية...هكذا الدنيا يوم أنت باطش ويوم مبطوش بك
بعد هذة النهاية المأساوية أصبح بن عباد مضرب المثل في غدر الدنيا وتقلب الدهر....وقد أذكت المحنة قريضة المعتمد الشعرية فخلف قصائد رائعة نذكر بعضا من أبياتها
أنباء أسرك قد طبقن افاقا.......بل قد عممن جهات الأرض إطلاقا
سارت من الغرب لا تطوي لها قدم.....حتي اتت شرقها تنعاك إشراقا
فأحرق الفجع أفاقا وأفئدة.........واغرق الدمع اماقا وأحداقا .......                وأبيات أخري

غريب بأرض المغربين أسير.........سيبكي علية منبر وسرير
وتندبة البيض الصوارم والقنا........وينهل دمع بينهن غزير
فياليت شعري هل أبيتن ليلة..........أمامي وخلفي روضة وغدير
بمنيتة الزيتون موروثة العلا........يغني حمام أو تدن طيور
تراة عسيرا أم يسيرا منالة..........ألا كل ما شاء الإلة يسير                     وأبيات أخري

فيما مضي كنت بالأعياد مسرورا......فساءك العيد في أغمات مأسورا
تري بناتك في الأطمار جائعة..........يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة............أبصارهن حسيرات مساكينا
يطأن في الطين والأقدام حافية........كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
أفطرت في العيد لا عادت إسائتة.....فكان فطرك للأكباد  تفطيرا
قد كان دهرك أن تأمرة ممتثلا........فردك الدهر منهيا ومأمورا
من بات بعدك في ملك يسر بة.......فإنما بات بالأحلام مغرورا

ثم نختم بمرثيتة الرائعة التي أوصي بأن تكتب علي قبرة بعد وفاتة والتي يقول فيها
قبر الغريب سقاك الرائح الغادي........حقا ظفرت بأشلاء بن عباد
بالحلم بالعلم بالنعمي اذا اتصلت........بالخصب إن أجدبو بالري للصادي
بالطاعن الضارب الرامي إذا إقتتلو.....بالموت أحمر بالضرغامة العادي
بالدهر في نقم البحر في نعم ............بالبدر في ظلم بالصدر في النادي
نعم هو الحق حاباني بة قدر.............من  السماء    فوافاني     لميعاد
ولم أكن قبل ذاك النعش أعلمة..........إن الجبال  تهادي  فوق    اعواد
كفاك فارفق بما استودعت من كرم.....رواك كل  قطوب البرق  رعاد

وقد اكتسبت مديتة أغمات المغربية شهرة كبيرة لإحتوائها رفات بن عباد وبعد زوال دولة المرابطين بعد ذلك بخمسين عاما صار قبر بن عباد مزارا يحج إلية أهل الأندلس واستمر كذلك عصورا...
قبر المعتمد وزوجتة وفي الخلفية مرثيتة الشعرية معلقة كما أوصي

قصيدة المعتمد التي رثا بها نفسة قبل وفاتة معلقة علي قبرة تنفيذا لوصيتة


المرجع الرئيسي:كتاب دولة الإسلام في الأندلس ل د محمد عبد اللة عنان




























Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)