تولي الإمارة مكان محمد بن أمية إبن عمة دييجو لوبيث وتسمي بمولاي عبد اللة وكان فطنا مقداما فتريث قليلا وبدأ يستقدم الذخيرة والسلاح والمزيد من المجاهدين من ثغور المغرب فإجتمع لة جيش مدرب بلغ تعدادة عشرة ألاف مقاتل وفي أكتوبر عام 1569 سار مولاي عبد اللة بجيشة نحو أرجبة وهي مفتاح غرناطة وإستولي عليها بعد حصار قليل وإمتدت سلطتة جنوبا حتي بسائط رندة ومالقة وكثرت غارات المورسيكيين علي فحص غرناطة la viga اللذي شهد المعارك الفاصلة بين الأندلسيين وبين القشتاليين قبل السقوط...ولما رأي فيليب أن القادة المحليين غير قادرين علي قمع الثورة عين أخاة دون خوان قائدا عاما لولاية غرناطة وسار دون خوان بنفسة علي رأس الجيش الإسباني نحو البشرات في اواخر ديسمبر عام 1569 فهاجم المواقع المورسيكية فدافع المورسيكيين عن مواقعهم ببسالة وقتلو الكثير من الجنود والضباط ولكن في النهاية لم يستطيعو الصمود امام طلقات المدافع وهكذا وقعت العديد من المعارك غير المتكافأة تشتت خلالها المورسيكيين ثم رأي دون خوان ان يقوم بتهدئة الأمور فعرض الصلح علي الثوار وتوسط للصلح بين الفريقين رجل أسباني يدعي دون فرناندو باراداس وكانت علاقتة جيدة بالمورسيكيين قبل الثورة وهنا كتبت أخر وثيقة باللغة العربية تم العثور عليها في أسبانيا وكانت رسالة من مولاي عبد اللة موجهة إلي دون فرناندو تتعلق بموضوع التصالح تبدو فيها اللغة العربية لدي المورسيكيين في طور إحتضارها حيث كتب الخطاب بلغة نكون قد أنصفناها إذا أطلقنا عليها لفظ ركيكة فبالفعل أتت جهود أكثر من 80 سنة من التضييق علي اللغة العربية وتجريم إستخدامها ثمارها وغدا الأندلسيون أرباب الفصاحة والشعر والأدب اللذين أثرو العربية بتراثهم الخالد لا يفقهمون من أمر لغتهم شيئا وإليكم صورة من كلمات الخطاب
كلمات خطاب مولاي عبداللة إلي دون فرناندو |
وعرضت أسبانيا العفو عن الثوار بشرط عدم عودة الثوار إلي غرناطة وإنما يتم توزيعهم علي المدن الإسبانية كيفما إرتأت السلطة فأبي الثوار وقد تعلمو من الماضي المرير فلم يعد لديهم أدني ذرة ثقة في عهود الأسبان وفضلو الموت علي حياة الذل والهوان وعادت الثورة إلي الإشتعال خاصة حول رندة فإستشاط الإمبراطور فيليب غضبا وأقسم علي تدمير الثورة والثوار فتوجهت ثلاثة جيوش إسبانية صوب أهم تجمعات الثوار في رندة ووادي أش وشمال البشرات وخاض المورسيكيين معركتهم الأخيرة بشرف وبشجاعة ولكن القوة الغاشمة إجتاحت في طريقها الأخضر واليابس وأمعن الجيش الأسباني في المورسيكيين قتلا وتنكيلا وهدمت القري وأحرقت الأحراش والحقول وتفرقت جموع الثوار وهرب معظمهم ناجين بحياتهم صوب المغرب العربي وفر مولاي عبد اللة مع ما تبقي من جنودة صوب الجبال وفي 28 أكتوبر 1570 ميلادية أصدر فيليب الثاني قرارا بنفي المورسيكيين خارج غرناطة وأن يتم توزيعهم بمعرفة الحكومة في سائر المدن الأسبانية وطبق القرار بحزم وبعشوائية حتي أنة تم التفريق بين أفراد الأسرة الواحدة فالزوج قد يكون في مدينة بينما الزوجة في مدينة أخري أو الأب والإبن أو الأم والبنت وهكذا أضيفت مأساة جديدة إلي ما سبق من مأسي مبكية سحقت هذا الشعب المسكين....لم يتبق إذن سوي سحق مولاي عبد اللة وجيشة الصغير ولم يطل الأمر فقد أرشد بعض الأسري تحت وطأة التعذيب بالمكان اللذي يختبأ فية وكان مكانا وعرا لا يمكن أن يصل إلية جيش نظامي فلجأ الأسبان إلي المكر والخديعة فإتصلو بضابط مغربي من قوادة وأغروة بالعفو وبالمال وبرد إبنتة وزوجتة الأسيرتين إلية وبالفعل تربص الخائن بمولاي عبد اللة وكمن لة وقتلة غدرا ثم القيت جثتة من فوق الجبال فحملها الاسبان إلي غرناطة وأقامو إحتفالية بهذة المناسبة فأركبو الجثة بغلا وسار البغل في طرقات غرناطة ومن ورائة الأسري المورسيكيين اللذين سلمو أنفسهم بعد مصرع زعيمهم....وقد بالغ الأسبان في التمثيل والتنكيل بالجثة فنفذو فيها حكم الإعدام فقطعو الرأس!!! وتم رفعها علي سارية في ضاحية المدينة تجاة جبال البشرات ثم أحرقت باقي الجثة في الميدان الكبير وهكذا سحقت الثورة المورسيكية وإنطفأت جذوة المقاومة والنضال في صدور هذا الشعب المسكين إلي الأبد بفعل المشانق والمحارق والمحن المبكية... وفي رأيي فإن المورسيكيين قد أدو ما عليهم وقامو بما يجب وأكثر للدفاع عن دينهم ووطنهم المسلوب ولكن الخصم كان أسبانيا القوية التي بحلول توقيت هذة الأحداث كانت أكبر إمبراطورية في العالم بفضل الكشوف الجغرافية في الأمريكتين حيث سيطرت علي قارة أمريكا الجنوبية بالكامل ما عدا البرازيل وسيطرت في أمريكا الشمالية علي دولة المكسيك وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية والجيش الأسباني هو أقوي جيوش العالم بلا منازع وقتئذ فعلي الرغم من أن المورسيكيين قد قاتلو قتال من يتمني الموت فإن ذلك لم يجدي نفعا أمام طلقات المدافع فلم تعد الحرب مجرد رجل أمام رجل وسيف بسيف ودرع بدرع فالأسلحة الفتاكة التي إستحدثت قادرة للأسف علي أن تهزم الشجاعة والإقدام وقد كانت موازيين القوي مختلة بشكل مرعب وقاسي .....عاش المورسيكيين بعد هذة الأحداث في إستكانة وخضوع لا يسمع لهم صوت ولا تقوم لهم قائمة حقبة زمنية أخري وأخيرة
المرجع:
كتاب دولة الإسلام في الأندلس د محمد عبداللة عنان
المرجع:
كتاب دولة الإسلام في الأندلس د محمد عبداللة عنان
إرسال تعليق
0تعليقات