في الموسم الرابع لأحداث المسلسل الشهير Vikings وتحديدا في الحلقة الثامنة حدثت سرقة علنية لحدث تاريخي مهم وهو فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا) علي يد السلطان محمد الفاتح عام 1453 ميلادية....وبالبحث في المصادر العربية والأجنبية لم أجد من قد أشار إلي ذلك...وأحداث الحلقة الثامنة تدور حول غزو محاربي الشمال أو الفايكنج للعاصمة الفرنسية باريس والمعروف عن الفايكنج أنهم محاربون أشداء لا يستسلمون بسهولة ولم تستطيع مدينة رد عدوانهم من قبل ولكن باريس فعلتها في هذة الحلقة ودحرت الغزاة عن طريق فكرة مبتكرة ببناء برجين متقابلين علي ضفتي نهر السين وحشدهما بالرماة وأسفل المياة كانت هناك سلسلة حديدية عملاقة تصل بين البرجين وعندما هجمت سفن الفايكنج أمطرها الرماة بالنشاب وبالمواد الحارقة ولم يكن ذلك ليوقف محاربي الشمال فتقدمو أكثر وعندما حاولو تخطي البرجين قام البارسيون برفع السلسلة فوق سطح الماء بروافع عملاقة فكانت مفاجأة مدوية وتحطمت قوارب الفايكنج الخشبية عند إرتطامها بالسلسة وإصطدمت بقية القوارب بالتي أمامها وإشتعلت النيران في المراكب وخسر الفايكنج الكثير من الرجال والسفن ثم هرولت بقية القوارب الناجية إلي الخلف وفرت من ميدان القتال.....ثم تجمع الفايكنج بعد هذة الهزيمة وقررو مغادرة فرنسا قافلين إلي بلادهم ولكن القائد الإسطوري للفايكنج راجنار وأثناء تهادي السفن في نهر السين في الطريق المبتعد عن باريس لاحت لة فكرة جهنمية وهي رفع السفن المتبقية من المياة إلي ضفة النهر ثم تقطيع الأشجار وطلائها بالزيت والدهن وإستخدامها كعجلات تتدحرج من فوقها المراكب عند شدها بالحبال بواسطة المحاربين ثم تخطي البرجين من البر ثم إنزال المراكب مرة ثانية إلي النهر ومفاجأة الباريسيين.......حسنا هذة الفكرة العبقرية التي تفتق عنها ذهن كاتب السيناريو تبدو مشوقة وجميلة وبالتأكيد منقولة حرفيا من معركة فتح القسطنطينية علي يد السلطان محمد الفاتح حين عجز الإسطول العثماني عن الدخول لمضيق القرن الذهبي بسبب سلسلة حديدية عملاقة ربطت بين برجين علي مدخل المضيق وبدا الأسطول العثماني بلا حول ولا قوة وهو محجوز خلف السلسلة الحديدية العملاقة وغير مشترك في المعركة وكان من اللازم إدخال الأسطول إلي داخل خليج القرن الذهبي وهنا فكر العثمانيون في حل غير نمطي لتحقيق ذلك ونفذت فكرة من أعجب خطط الحروب عبر التاريخ حيث نقلت حوالي 70 سفينة صغيرة ليل 22 أبريل برا من البسفور إلي بر المضيق الذهبي لمسافة ثلاثة أميال ليتم إنزالها في المياة خلف الأسطول البيزنطي...ولم يكن الطريق ممهدا بل كان عبارة عن تلال مرتفعة فسويت الأرض في ساعات معدودة ودحرجت السفن علي الواح خشبية مدهونة بطبقة سميكة من الزيت والدهن..وتمت هذة العملية الجريئة ليلا بعيدا عن أعين العدو وقد كان منظر هذة السفن تسير عبر الحقول وكأنها تمخر عباب البحر من أعجب المناظر وأكثرها دهشة وهذا إن دل فإنما يدل علي عمل حربي ممتاز وعقلية هندسية رائعة ويؤرخ لهذة الحادثة بإعجاب الأمير البيزنطي دوكاس واللذي قابل الفاتح فيما بعد بقولة (ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق محمد الثاني يحول الأرض إلي بحار وتعبر سفنة فوق قمم الجبال بدلا من الأمواج لقد فاق بذلك الإسكندر الأكبر)... وفي صباح يوم 23 أبريل 1453 ميلادية كانت المفاجئة صاعقة للبيزنط وهم يرون الخليج وهو يموج بقطع الأسطول العثماني من خلفهم وإنهارت المعنويات وإضطر البيزنط لسحب جزء كبير من المدافعين عن الأسوار البرية وتحويلهم إلي الأسوار المطلة علي الخليج وكانت أضعف كثيرا في تحصيناتها إعتمادا علي أن المياة تعتبر مانع طبيعي يزيدها قوة وقد أحدث ذلك خللا في دفاعات الأسوار البرية وكانت هذة هي الضربة القاصمة التي حطمت دفاعات المدينة وصار سقوطها مسألة وقت ليس أكثر ودخل محمد الفاتح المدينة ظافرا ظهر يوم 29 مايو 1453 ميلادية ظافرا(للمزيد من النعلومات حول فتح القسطنطينية إضغط علي الرابط التالي
إن اللذي حدث من صانعي المسلسل الشهير هو سرقة فكرية وتاريخية لا تليق فكيف تسلب محاربا عظيما كالفاتح حقة وتنسبة لشخصية أخري في تزوير فج للتاريخ الإنساني دون أي خجل وهذا يدل علي ضحالة فكرية وضيق أفق ولو وجد لمحمد الفاتح ورثة علي قيد الحياة لحق لهم مقاضاة المسلسل ووقف إذاعة هذة الحلقة والحصول علي تعويض ضخم
عنده ورثة
ردحذفالورثة موجودين
ردحذف