ستة سنوات في دبي

2
دبي
من منا لا يحب السفر والتعرف علي جنسيات وثقافات جديدة؟؟؟ من منا لا يتمني لو أتيحت لة المقدرة المالية ليجوب كل بلاد العالم؟؟؟ ولأنة حلم بعيد المنال علي الكثيرين فيكفيك أن تزور دبي فهناك سوف تلتقي كل الجنسيات وستتعرف علي جميع الثقافات..وستشاهد أحدث ما وصلت إلية البشرية في جميع المجالات فلو زرت دبي فكأنك قد زرت العالم كلة ولن تفتقد سوي المناظر الطبيعية التي قد لا تشاهدها في دبي بحكم الجغرافيا والمناخ..أما غير ذلك فلا حاجة بك للسفر إلي بلد أخر فلن تشاهد أفضل من ما ستشاهدة في دبي....لقد عشت في دبي ستة سنوات وفي هذة التدوينة سوف أنقل لكم ما عشتة وشاهدتة...لقد سافرت إلي دبي طلبا للرزق بعد تخرجي بسنتين من كلية الصيدلة في أواخر عام 2005 وقد ساعدني في ذلك قريب لي قام بعمل إقامة لي علي شركتة الخاصة وقام بتوفير السكن ووفر علي كثيرا من المشقة التي يلاقيها أمثالي....وفي صالة السفر بمطار القاهرة جلست في إنتظار إقلاع الطائرة أتأمل جمال الصالة ونظافتها فطالما ما كان مطار القاهرة يمثل لي قمة الأناقة فهو أنظف مكان دخلتة في مصر....هبطت الطائرة في مطار دبي وفتح باب الطائرة فإذا بممر قد إلتصق بباب الطائرة خرجنا منة علي صالة الوصول مباشرة بدون ركوب أتوبيس وكان ذلك بمثابة إختراع بالنسبة لي ثم تسمرت قدماي قليلا بعد الخروج من الممر فقد شاهدت مدينة كبيرة وليست مجرد مطار أناس من جميع الأعراق هنا وهناك وكافيتريات ومطاعم وفنادق ومحلات تعرض كل شيء وقبل كل ذلك نظافة تفوق الوصف وديكورات فاتنة وكل شيء مرتب وجميل نظرت إلي الأرض تحت قدمي فرأيت وجهي كما لوكنت أنظر في المرآة فقلت في نفسي لك اللة يا مطار بلادي وأنا اللذي كنت أظن أنك مفخرة مصر وواجهتها...
مطار دبي

مطار دبي


مطار دبي

مطار دبي

مطعم كافيار في مطار دبي
بدأت بالتحرك أنظر يمينا ويسارا في إنبهار ثم كان أكثر مالفت نظري هو ملابس النساء من حولي فهي تكشف عن الكثير من المفاتن نساء جميلات هنا وهناك من سائر الجنسيات يرتدين القصير والشفاف والضيق صدور وسيقان عاريات  يسرن هنا وهناك بحرية كاملة والعجيب أنة لا يوجد أحد يلاحق هؤلاء الجميلات بكلمات الإعجاب ولا توجد أدني محاولة لمعاكستهن وتمر الفاتنة منهن في وسط الرجال فلا يكاد يلتفت إليها أحد فهل فقد الرجال هنا هرمونهم الذكري؟؟؟عرفت لاحقا أن أية محاولة لمضايقة النساء ستكون عواقبها وخيمة وستنتهي بإلغاء الفيزا والترحيل خارج دبي... لقد خف إنبهاري بملابس نساء دبي فيما بعد تدريجيا لأنها أصبحت مألوفة وعادية ...وفي غضون أقل من نصف ساعة كنت قد أنهيت إجراءات الدخول فكل شيء منظم ومرتب فيوجد عشرات الكاونترات لختم الجوازات وليس كونتر واحد يتكدس علية الناس كما في القاهرة والموظفين في مطار دبي وفي كل المصالح الرسمية كما رأيت فيما بعد في غاية الرقة والأدب تعلو وجوهم إبتسامة رائعة والكل مستعد للمساعدة فتذكرت الموظفين في مصر فلعنت البوز المصري الأصيل اللذي ينطلق تجاهك تلقائيا من موظفي الدولة لأنك قد تجرأت وطلبت منهم مساعدة...خرجت من المطار منشرح الصدر وإستقبلني قريبي وتوجهنا إلي السكن بسيارتة ولاحظت أن غالبية المباني ذات واجهات زجاجية أنيقة وديكورات خارجية رائعة تنطق بالحداثة والجمال ولاحظت رحابة الطرق فكل الطرق الرئيسية بها خمسة حارات علي الأقل في الإتجاهين
طريق المطار
ولاحظت حداثة السيارات فكل السيارات موديلات جديدة ومرت بجانبي ماركات لم أرها إلا في مجلات السيارات فما بين البورش والفيراري والأودي وليكزس وكاديلاك ورولزريس واللامبورجيني زاغت عيناي هنا وهناك والتاكسيات في دبي من ماركة تويوتا كورولا أو كامري غالبا حديثة نظيفة فلا توجد أية سيارات متهالكة تلوث الطريق بعادمها القاتل أو بضوضائها المزعجة ولاحظت ذلك الكم الرهيب من إشارات المرور فلا يكاد يمر 100 متر دون إشارة مرور وكل إشارة مرور بها كاميرات مراقبة ولم ألحظ  تواجد أي دوريات مرورية أو لعسكري المرور التقليدي وجميع السائقين ملتزمين فلا يوجد أدني محاولة من أحد لمضايقة أحد ولم يتوقف الطريق بسبب خناقة ما بين سائقين  فأبديت إعجابي بذلك فعقب قريبي قائلا  إن أية حادثة تقع أول ما يفعلة قائدي السيارتين هو التنحي جانب الطريق في الحارة المخصصة لذلك بغرض عدم تعطيل الطريق ثم الإطمئنان علي بعضهم البعض ثم الإتصال بالشرطة بكل هدوء ثم تعاين الشرطة المكان وتكتشف من المخطيء وتكتب تقريرها ثم تقوم شركات التأمين بالدفع!!!فلا يوجد سباب ولا إشتباك بالأيدي أو قطعة من الحديد يحملها كل سائق تحت كرسية ليهوي بها علي رأس الأخر وقت اللزوم ولم يقطع أحد المشاة الطريق فجأة فيتسبب بتعطيلة فالمشاة لهم إشارات خاصة بهم منتشرة بكثافة يقطعون الطريق من خلالها ولم أجد أحد يستخدم الكلاكس بصورة مبالغ فيها فأشدت بمدي تحضر الناس وحرصهم علي إحترام قانون المرور...فضحك قريبي قائلا الموضوع ليس تحضر أوغيرة الموضوع أن القانون هنا صارم فكسر إشارة حمراء يتسبب بإلغاء الفيزا والطرد ويصل الأمر ببعض المخالفات إلي إلغاء ترخيص القيادة ناهيك عن الغرامات الباهظة...ولم يصادفنا أية مطبات صناعية طوال الطريق فهي نادرة في دبي والطريق ناعم كالحرير سلس لا توجد بة أية حفر....أعجبني ما رأيت ولكن اللذي لم يعجبني هو جو دبي الخانق شديد الحرارة والرطوبة وكذلك الزحام الشديد فرغم حداثة منظومة الطرق إلا أن أعداد السيارات مهولة تتسبب في زحام خانق....وصلنا إلي السكن وكان بمنطقة تسمي البراحة وهي بجوار سوق نايف وشارع المصلي وهي منطقة شعبية جدا يسكن بها محدودي الدخل من الجنسيات المختلفة نظرا لرخص السكن النسبي بالمقارنة بباقي أحياء دبي وعلي الرغم من أن هذة المناطق تعتبر شعبية إلا أن الشعبية ليست مرادفا للإهمال والقذارة في دبي فهي مناطق متكاملة الخدمات  نظيفة تجوبها عربات جمع القمامة وبها إشارات للمشاة وطرقها ممهدة
 البراحة حيث سكنت

منطقة نايف الشعبية
وفي يومي الأول في دبي لاحظت أن غالبية سكان المدينة من الجنسية الهندية والباكستانية...كان كل ما رأيتة بعد خروجي من باب الطائرة مشجعا وجديدا إلي أن صعدت إلي الإستديو اللذي سوف أقطن فية فوجدت غرفة صغيرة ملحق بها حمام صغير وبهذة الغرفة أربعة أسرة من دورين!!!!ثمانية أشخاص يعيشون في غرفة صغيرة لا تتجاوز أربعة أمتار مربعة وذلك طبيعي لأن كلفة الإيجار للسرير الواحد تبلغ 850 درهم!! وكانت الغرفة قذرة والملابس مبعثرة هنا وهناك....فأصابتني قشعريرة ولاحظ قريبي ذلك فبادر قائلا سوف تتعود علي ذلك وأصلا عند الحصول علي عمل لن يكون السكن إلا مكانا للنوم بعد تعب يوم شاق....خرجت إلي الشرفة فلاحظت فتيات من جميع الجنسيات وخاصة الجنسيات الأسيوية والإفريقية بملابس فاضحة يسرن في الأزقة بين البنايات يمارسن الدعارة فالواحدة منهن تقابل الزبون ويتفقو علي السعر ثم تدخل البناية ويدخل ورائها وبعد مرور ربع ساعة يخرج الزبون وتخرج هي من وراءة لتعاود الكرة مرة بعد أخري!!!هكذا في وضح النهار بكل جرأة وعرفت أن البراحة هي أرخص مناطق الدعارة في دبي فيتراوح السعر ما بين 30 إلي 100 درهم ولذلك فإن معظم الزبائن من الهنود والباكستان ورأيت فيما بعد في الأعياد والعطلات الرسمية حيث أن العطلة قد تمتد لثلاثة وأربعة أيام طوابير من راغبي المتعة يتزاحمون ويتشاحنون لحجز دورهم في الدخول إلي شقق العاهرات وكأنهم طوابير أفران العيش ينظم دخولهم القوادين والقوادات وعلمت أن الدعارة من أهم معالم دبي فمن تكلفتها الزهيدة في البراحة إلي الفنادق الكبري في دبي التي تعج بجميلات العالم من كل جنس ولون والتي قد تصل تكلفة قضاء ليلة مع إحداهن إلي 5000 درهم أو يزيد وما بين الزهيد والغالي هناك أسعار متوسطة وعلمت أن العاهرة العربية هي الأغلي سعرا...,والدعارة تجارة رائجة في دبي فكل ما يكلفة الأمر لعاهرة هي تأشيرة زيارة لدبي ثم المغادرة ثم العودة بتأشيرة جديدة...ويبلغ عدد سكان دبي حاليا 2.7 مليون نسمة منهم 2% من العاهرات أي 54000 عاهرة وذلك رقم ضخم...ويبلغ عدد الذكور حوالي 1.8 مليون نسمة منهم حوالي مليون ومئة ألف رجل بالغ أي أنة مقابل كل رجل بالغ في دبي توجد 20 عاهرة متاحة وجاهزة للخدمة!!! ودبي بها عدد مهول من  الفنادق والنوادي الليلية وبارات شرب الخمر ومن المفارقات إن الدولة تغلق صالات الملاهي والبارات أثناء شهر رمضان .....في المساء خرجت للتمشية مع قريبي ودخلنا سوبرماركت يسمي جيسكو بجوار السكن وهوسوبر ماركت كبير والبضاعة فية مقسمة ومرتبة وتحت كل قسم لافتة إرشادية تشير إلية....ولاحظت أن بعض المتسوقين يحمل كيس بة عدد 2 خيارة فقط أو موزة واحدة أو عدد 2 تفاحة يتم وزنها علي ميزان إلكتروني يحسب قيمتها بالنسبة للكيلو بالضبط فضحكت وتخيلت نفسي عند المعلمة رجاء في السوق وأنا أطلب منها أن تزن لي عدد 2 صباع موز لكان قد نالني من مقشتها الغليظة ضربة موجعة بلا شك...وليس هذا ذنب رجاء فالأسواق عندنا مازالت تعيش في القرون الوسطي بموازينها الحديدية وطريقة العرض والبيع....وفي غضون تجولي في الماركت إصطدم بي أحدهم من خلفي فتلفت ورائي فإذا بفتاة فلبينية رائعة الجمال ممشوقة القوام وليست قصيرة كمعظم الفلبينين ينسدل شعرها الناعم علي وجهها المستدير ذات ملامح متناسقة بدت في غاية الجمال وإعتذرت قائلة iam sorry my friend وبدا أن هناك خطأ ما فالصوت أجش يغلب علية طابع رجالي وغير متناسق تماما مع جمال الفتاة ولكن علام العجب فصوتها علي الأقل أنثوي بالنسبة لصوت عزيزتي المعلمة رجاء فقبلت إعتذارها وأعطتني ظهرها مبتعدة عني وأنا مازلت أتأمل جسدها الرائع ولم يوقظني من تأملاتي إلا صوت قريبي وهو في نوبة ضحك هستيرية ممسكا ببطنة وهو يقول لا لا مش قادر فنظرت إلية غاضبا وقلت علام تضحك يا أخي؟؟؟؟  فزاد في الضحك أكثر وأكثر وإكتشفت أن هذة الفتاة الرائعة ما هي إلا ذكر متحول من الجنس الثالث ونظرت إليها أو إلية مجددا فإبتسم لي بميوعة فأشحت بوجهي بعيدا وأحسست بغثيان وميل للقيء وإبتعدت بعيدا....هكذا إذن هناك في دبي أعدادا ليست بالقليلة من المتحولين جنسيا معظمهم من الفلبينين هذا شيء جديد تماما كنت فقط أقرأ عنهم ولا أتخيل وجودهم والعجيب جدا أنة أو أنها كانت في غاية الجمال ولاحظت الكثيرين منهم خاصة في صالونات الحلاقة الرجالية....خرجنا للتمشية علي كورنيش البراحة المطل علي الخليج حتي وصلنا إلي فندق حياة ريجنسي المطل علي الخليج وهو فندق رائع من أضخم فنادق دبي...

فندق حياة ريجنسي
المطعم الدوار في فندق حياة ريجنسي
جلسنا قبالة الفندق فشاهدت مثالاللحياة الليلية في دبي...سيارات فارهة تدخل إلي الفندق سيدات غاية في الأناقة والجمال تخرج من السيارات بصحبة أصدقائهن...عاهرات من المستوي الهاي كلاس يخرجن من التاكسيات وأخبرني صديقي بأن الفندق بة صالة ملاهي ليلية تعد من بين الأفضل في دبي ويوجد في الطابق الخامس والعشرين مطعم يعد سمة مميزة للفندق وهويتسع ل 148 شخصا والمطعم متحرك يدور حول نفسة دورة كل ساعتين فحركة الدوران خفيفة لا تكاد تشعر بها إلا إذا ركزت نظرك علي النافذة وهو بانوراما تشاهد من خلالها الأضواء الليلية المبهرة للمدينة...هكذا إذا تدور كئوس الشمبانيا بين النزلاء ويرقصون ويمرحون ثم يخرجون مترنحين بعد منتصف الليل ليتمو ما بدأوة داخل الغرف المغلقة......في صباح اليوم التالي بدأت رحلتي في البحث عن عمل إشتريت الجريدة وأرسلت سيرتي الذاتية بالإيميل والفاكس وفي اليوم اللذي يلية تلقيت إتصالا لإجراء المقابلة وكان العنوان في شارع الشيخ زايد أكبر شوارع دبي...إرتديت البدلة ووقفت أكثر من نصف ساعة في الجو الخانق  أتصبب عرقا وبعد معاناة تمكنت من إستقلال أحد التاكسيات فرميت جسدي داخلة لأنعم بالتكييف بعد عذاب الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة وبدأت حوارا مع السائق الهندي وبدأ أول إحتكاك لي بلغة دبي وهي خليط من الكلمات العربية والهندية والإنجليزية فسيدا معناها السير في خط مستقيم وخلي ولي معناها عدم الرضا عن شيء ما وبطشة معناها طفل صغير وزين معناها جيد والحين يعني الأن ومعلوم نيا معناها أنا لا أدري وفية معلوم معناها هل تعلم ذلك؟؟؟ وتورا تورا معناها تمهل قليلا وكيساهاي معناها كيف حالك وما بين ذلك تدخل بعض الكلمات الإنجليزية وأهم من كل ذلك هي لغة الجسد وتحديدا لغة الرقبة عند الهنود فالهندي ينطق الكلمة ثم يهز رأسة يمينا ويسارا ثم ينطق كلمات أخري ويعيد الهز وإذا أعجبة شيء ما يقوم بالهز في حركات سريعة دليلا علي الإنبساط والإنشكاح....خرجنا من ديرة المزدحمة ثم إنطلقنا إلي شارع الشيخ زايد وهو شارع رائع بة ناطحات سحاب تحيط بة من الجانبين والواجهات  زجاجية لامعة والطريق فسيح متعدد الحارات....توقف التاكسي أمام باب الشركة ولاحظت أن العداد قد توقف عند 45 درهم وقد كنت أظن أن هناك خطأ ما فالمبلغ كبير جدا يساوي في ذلك الوقت حوالي 70 جنيها مصريا ولكن لم يكن هناك خطأ فتعلمت فيما بعد أن أتجنب ركوب تاكسيات دبي إلا للضرورة وأن أستقل المواصلات العامة وفي الحقيقة فإنة في ذلك الوقت من عام 2005 كانت شبكة المواصلات العامة في دبي ليست جيدة فعدد الباصات قليل والباصات نفسها قديمة وإن كانت ليست متهالكة ولا تصل إلي كل المناطق ولم يكن هناك مترو ولكنهم تجاوزو كل ذلك لاحقا ففي خلال سنوات قليلة تم تحديث منظومة الباصات وأصبحت محطات إنتظار الركاب زجاجية مكيفة  ودخل المترو ذاتي القيادة بدون سائق الخدمة ولم تعد هناك مشقة في التنقل لمحدودي الدخل كما كان الحال وقت قدومي دبي
شارع الشيخ زايد
باص دبي ومحطة مكيفة لإنتظار الركاب
باص دبي من الداخل
مترو دبي
محطة مترو من الداخل
رصيف المترو محمي بأبواب زجاجية تفتح تلقائيا عند وصول القطار
نزلت من التاكسي وتوجهت ناحية المبني اللذي ستتم فية المقابلة وفي المقابلة بدوت واثقا من نفسي ولم لا فمن يجري المقابلة مصري مثلي وأكيد أنة سوف يخدم إبن بلدة وبعد أن تعرف علي طلب مني أن أتحدث عن أي شيء بالإنجليزية لمدة خمسة دقائق وبدا الأمر سهلا ولكن ما أن بدأت في التحدث إلا ووجدت لساني لا يطاوعني فتلعثمت ولم أقل جملة مفيدة واحدة وكان ذلك هو نهاية الأمر ثم فوجئت بة يعطيني كارت ويطلب مني الإتصال بصاحبة وقال لي بأنها شركة تعمل في صناعة الأوراق وبأنة محتاج مندوبين دعاية وأنني يجب علي أن أعمل معة قليلا حتي أتقن اللغة ثم بعد ذلك يمكنني البحث في مجال الصيدلة....خرجت من المبني وأنا ألعن نفسي فكيف بعد أن درست خمسة سنوات باللغة الإنجليزية لا أستطيع التحدث بها بطريقة جيدة؟؟؟؟ وإكتشفت أن دراسة مصطلحات بلغة ما شيء وإتقان اللغة شيء تحدثا ومعاملة شيء مختلف تماما وكانت هذة أولي الصدمات فالعثور علي عمل في دبي ليس بالأمر الهين فيجب أن تكون مستعدا لذلك بإتقان الإنجليزية بصورة ممتازة....وبالطبع لم أقم بالإتصال بشركة الأوراق وفضلت أن أعمل في مجالي ونصحني قريبي بضرورة إستخراج رخصة قيادة فهي من المؤهلات الأساسية التي يتطلبها أي عمل فقلت لة بسيطة شوية قراطيس نعدي من بينهم وناخد الرخصة فإبتسم قريبي إبتسامة مثيرة للشفقة وقال لي القراطيس دي في مصر هنا مفيش قراطيس تعالي هوديك مشوار علشان تفهم وقمنا بزيارة لأحد شقق المصريين في البراحة من معارفة وكان القوم هناك يحتفلون بشيء ما فهناك الكثير من قطع الجاتوة وزجاجات المياة الغازية وتبادل الحاضرون عبارات الحمد والمباركة فيما بينهم وتبين أن هذة الإحتفالية كانت بمناسبة حصول سائق درجة أولي في مصر علي رخصة قيادة دبي بعد المحاولة السادسة!!!!!وبينما علت حاجبي الدهشة بدأ السائق في حكاية قصة كفاحة في سبيل الحصول علي الرخصة وكيف أنة هو السائق المحترف قد فشل في الإختبار خمس مرات وأنة بالعزيمة والإصرار قد نال المراد وأنة قد صرف ما يقارب 15000 درهم في سبيل إستخراج هذة الرخصة!!! وأن فضل اللة كان علية عظيما بعد أن حقق الحلم أخيرا!!!.. فالإختبار في دبي إختبار عملي تقود السيارة في وسط المدينة وتتبع اللوحات الإرشادية وتلتزم بالإشارات وأي خطأ في ذلك فسوف تعتبر راسبا...ولأن الطبع يغلب التطبع فقد فشل قائدنا المحترف في إجتياز الإختبار خمس مرات نظرا لأنة تعود علي القيادة البهلوانية في الطرق المصرية فلا توجد لوحات إرشادية ولا إشارات والقيادة عبارة عن فهلوة وخمسات وكيفية التفنن في إجتياز السيارات التي أمامك بأي ثمن ومضايقة أصحاب السيارات المجاورة بشتي الطرق والإحتفاظ بحديدة أسفل الكرسي لإستخدامها وقت اللزوم فوق رأس من يعترض فبالطبع قد إرتكب صاحبنا أشنع الإخطاء في إختبار القيادة  ففي مرة تجاوز السيارة التي أمامة من اليمين عند كتف الطريق وأخري أمرة الممتحن بالدخول يسارا علي الرغم من وجود لافتة تمنع ذلك فدخل وأخري تجاوز حارتة دون النظر في المرآة الجانبية والأمامية معا وهكذا... فإختبار القراطيس العتيق لا يخرج سائقا يؤتمن وهو من سخافات الزمن ولا عجب أن يلقي أكثر من 10000 شخص حتفة في مصر سنويا نتيجة الحوادث وهو المعدل الأعلي عالميا وقد تقوم حروب وتنتهي ولا يقتل فيها نصف هذا العدد...توكلت علي اللة وقدمت في إختبار القيادة ورسبت في أول مرة وفي الثانية إجتزت الإختبار وكان يوما مشهودا تكبدت فية عزومة مندي للرفقاء في السكن وأقيمت الأفراح وتلقيت التهاني والمباركات وأصبحت أعجوبة البراحة فأنا اللذي تجاوز إختبار القيادة من المرة الثانية فيا لة من إنجاز....وعلي مدار ستة أشهر أتممت الحصول علي رخصة مزاولة مهنة الصيدلة بعد إجتياز إختبارات وزارة الصحة الشاقة فقد درست في تلك الفترة كما لم أدرس في حياتي فالإمتحانات صعبة جدا وتكاد أن تكون مستحيلة وقد يدخل 100 شخص الإختبار ثم ينجح شخص أو شخصان وتقدمت لعشرات المقابلات علي مدار ستة أشهر لم أنجح في أي منها لأسباب مختلفة ليست من بينها اللغة فقد أتقنتها بسرعة فيما بعد ومن المقابلات الغريبة التي حدثت معي مقابلة مع مدير شركة مستحضرات تجميل بالشارقة وكان من الجنسية الإماراتية وكان شخص ملتحي ولاحظت أن معظم العاملين في مقر الشركة من الملتحين وقد سئلت في هذة المقابلة سؤالا غريبا وهو ما هو موعد صلاة الفجر؟؟؟ ولم أكن أصلي الفجر حاضرا هداني اللة وإياكم فقلت لة لا أدري وكانت مقابلة غبية فكيف يتم تقييم شخص لمجرد أنة يصلي صلاة الفجر؟؟؟ أولا يجب أن تبحث عن مؤهلاتي وقدراتي الشخصية وقد يكون هناك موظف هندوسي أكثر أمانة وكفاءة و حرصا علي مصلحة العمل ممن يصلي الفجر..المهم  أنني دخلت في حالة نفسية سيئة وفكرت بالعودة إلي مصر مرة أخري وبدأت بأن أفقد الثقة في نفسي إلي أن أجريت مقابلة مع دكتور فلسطيني بشري عندة صيدلية بالشارقة الإمارة المجاورة لدبي وقبل توظيفي بسهولة وتبينت لماذا هذة السهولة بعد أن عرفت الشروط فساعات العمل تصل ل 11 ساعة علي فترتين وبدون أجازات أسبوعية والعمل لمدة سنتين بدون أجازة سنوية وهذا كلة ضد قانون العمل وبدون مساعدين فكل العمل يقع علي عاتقي وبمرتب زهيد ووافقت مضطرا  نظرا لتراكم الديون علي بعد قضاء كل هذة الفترة بدون عمل....إنتقلت من دبي إلي الشارقة وهي مدينة هادئة ليست في صخب دبي ومعظم قاطنيها من العرب وخاصة المصريين وشعرت بأنها مشابهة للمدن المصرية نظرا لكم المطاعم المصرية المنتشرة بكثافة ولأسلوب الحياة المحافظ إذا ما قورنت بدبي وبدأت العمل عند هذا الرجل المستغل وبدأ في تجهيز أوراق الفيزا وقضيت في العمل 14 يوما في صباح كل يوم منها أول ما كنت أفعلة هو إرسال المزيد من سيرتي الذاتية لطالبي الوظائف علي أمل أن ألتحق بوظيفة أفضل من ما انا فية قبل أن يتم إستيفاء الأوراق وفي اليوم الرابع عشر من بدء عملي لدي الفلسطيني دق هاتفي في التاسعة صباحا وأنا مستغرق في النوم بعد يوم عمل شاق  فإذا بالسكرتيرة تطالبني بالحضور للمقابلة فسألتها عدة أسئلة للإستفسار لكي أقرر هل سأذهب أم لا ولم ترد علي بشيء مقنع...أغلقت التليفون وقررت لأول مرة منذ أن بدأت رحلة البحث عن عمل عدم الذهاب للمقابلة وقلت لنفسي ستكون كغيرها من المقابلات سنتبادل الإبتسامات وسينتهي الأمر بعدم القبول فما جدوي الذهاب؟؟؟؟ وعبثا حاولت العودة للنوم دون جدوي ولم  أستطع فقررت الذهاب للمقابلة لقضاء الوقت حتي موعد الدوام...توجهت إلي دبي وأجريت المقابلة مع مدير الشركة بكل برودة أعصاب وأجبت علي الأسئلة بكل غرور وتعالي ثم كانت المفاجئة فقد أبلغني المدير بقبول الشركة لتوظيفي وأنا لم أبرح مكاني بعد!!! وأنني سوف أبدأ عملي من الغد والجميل في الموضوع أنها كانت شركة كبيرة ولم اكن أحلم بأكثر من ذلك وعلمت أن مكان العمل هو صيدلية بمول الإمارات أكبر مول في منطقة الشرق الأوسط وقتها وكنا في أوائل عام 2006 وذلك قبل أن يتم بناء دبي مول بعد ذلك ومن المفارقات أن الصيدلي المسئول عن الصيدلية التي سوف اعمل بها قد قابلتة من قبل وكنت قد تعرفت علية وطلبت منة أن يساعدني في رحلتي في البحث عن عمل فإذا بي أعمل معة في نفس المكان...وملخص تجربتي في  كيفية العثور علي وظيفة في دبي هو إتقان اللغة ثم الثقة بالنفس لأبعد الحدود وإجراء المقابلات بكل برود وعدم الخوف والإرتباك فلن يحدث ما هو أكثر من رفض قبولك للوظيفة فهم يبحثون عن سمات شخصية أهمها الثقة في النفس وقوة الشخصية والقدرة علي الإقناع وبالطبع أن تكون ملما بمعلومات بسيطة في مجال تخصصك فليس مطلوبا منك أن تكون سوبرمان وأن تتجنب قدر الإمكان العمل لدي شخص واحد يمكنة ان يتحكم فيك ومحاولة العمل لدي شركة كبيرة لها قواعد ولوائح  وقبل ذلك كلة توفيق من اللة سبحانة وتعالي ....خرجت من المكتب القابع في نهاية شارع الشيخ زايد وأنا أرقص فرحا وحمدت اللة كثيرا علي نعمتة ثم أمسكت بالموبيل وطلبت الطبيب الفلسطيني وأبلغتة بالخبر السعيد وأنني سوف أترك العمل لدية  فبدأ يفاوضني متنازلا عن بعض شروطة المجحفة محاولا إقناعي باالإستمرار في العمل لدية ولكن هيهات وطالبني بمبلغ 3000 درهم مصاريف البدء في إجراءات الفيزا فقلت لة بكل تعالي لقد عملت لديك أسبوعين مقابل هذا المبلغ وفوجئت بة يقول ولكنك أخلفت عهدك معي!!! الأن فقط تتحدث عن الأخلاق وماذا عن إستغلالك لظروفي وحاجتي وتحميلي من العمل فوق ما أطيق وحرماني من أجازة أسبوعية وأخري سنوية لأري فيها أهلي وكأنني عبد قد إشتريتة من السوق الأن تتذكر الحلال والحرام........في اليوم التالي توجهت إلي مول الإمارات عبر باص القوز الصناعية وكانت رحلة مرهقة لأن الباص يلف ويدور في منطقة القوز قبل الوصول للمول ثم كان علي السير مايقرب من 300 متر أخري تحت الشمس الحارقة للوصول لباب المول ولكني تغلبت علي هذة المشكلة لاحقا بالإشتراك في خدمة الكارليفت...ودبي ما هي إلا فرن كبير بداخلة ملايين الثلاجات الصغيرة فالحرارة في الهواء الطلق حارقة والرطوبة خانقة ولكنك بمجرد الدخول للتاكسي أو أي مبني فكأنك قد إنتقلت فجأة من الفرن إلي داخل الثلاجة...بدأت يومي بالتعرف علي طاقم العمل في الصيدلية فهناك زملاء مصريين وفلسطينيين وأردنيين وهنود وهناك من فتيات البروموشن روسيات وفليبينيات وأوكرانيات وكانت مديرة الصيدلية فتاة سورية رقيقة في بداية الثلاثينيات وكان الجو العام يوحي بالتفاؤل والبهجة..كان عملي في مول الإمارات فية الكثير من المتعة ففي دبي لا يوجد إلا مكان واحد يخرج فية الناس للتنزة والإستمتاع باللأجازات وهو المولات وخاصة مول الإمارات ولم يكن دبي مول قد تم إنشاؤة بعد وها أنا ذا أعمل في نفس المكان المفترض أن أقضي فية عطلتي ...
البهو الرئيسي مول الإمارات
وكان اليوم يمر سريعا نظرا لكثرة الزبائن وتنوعهم من كل لون وجنسية...وشعار الناس في دبي الحرية ثم الحرية فحدث ولا حرج عن ملابس النساء في المول جميلات من كل لون وجنسية يجوبون المول كالفراشات سيقان وبطون عارية وصدور مكشوفة  يسرن هنا وهناك بكل حرية ولا يجرؤ أحد علي التعرض لهن بكلمة أو إيماءة...نساء يشترين بأنفسهن الواقيات الذكرية والألعاب الجنسية من الصيدلية ويتناقشن معي في كيفية عمل هذا ولماذا هذا أفضل من هذا بكل جرأة!!!!!وكان مما أعجبني هو الخدمات التي يقدمها staff المول لبعضهم البعض فكنا نقدم بعض الخصومات للعاملين في المول وكنا في المقابل يخصم لنا إذا إشترينا شيء من أي من محلات المول وخاصة المطاعم فكنت أشتري staff meal بنصف ثمنها الحقيقي...جربت الإكلات الهندية والصينية ولكن كنت مغرما بالطعام الياباني فكنت زبونا مستديما عند مطعم فوجياما الياباني...
مطعم فوجياما الياباني
وأعجبني ثقافة الناس في التعامل مع الصيدلي فالمريض مطلع علي دواءة يقرأ عنة في الإنترنت ويناقش معي أثارة الجانبية وطريقة عمل الدواء وخلافة وإذا حدث ولم يتواجد الدواء وأحضرت لة بديل بنفس المادة الفعالة فإنة لا تصيبة خضة ويقول كما عندنا في مصر لا مش عايز بديل الدكتور قال مش عايز بديل فهو يعلم أنة لا إختلاف والبديل ليس سم قاتل أما في مصر فيكون الشخص جامعي ومتعلم ويقول لك مش عايز بديل ....وكان من أكثر ما أبهرني في المول أسعار بعض الإشياء الباهظة الثمن فهناك محل لا أتذكر إسمة يعرض موبيلات مرصعة بالماس وصل سعر إحداها لمليون درهم ودخلت أنا وصديق لي محل يعرض حذاء بثلاثة ألاف درهم وهو مبلغ زهيد ولكنة بالنسبة لصديقي القادم حديثا لدبي حدث فريد فأصر علي أن ألتقط لة صورة بجانب الحذاء لإرسالها لأهلة وأصدقائة متباهيا بأنة قد إلتقط صورة بجانب هذا الحذاء التاريخي.... وكان من أكثر محلات الموضة العالمية إثارة لي هو محل يسمي هارفي نيكولاس ففية تيشيرت ب 20000 درهم وبدل رجالي يصل سعرها ما بين 50000 و100000 درهم وجاكت شتوي ب 25000 درهم وطرابيزة مرصعة بأحجار كريمة بنصف مليون درهم وقد أعجبت بساعة يد فية فطلبت من البائعة الروسية أن أرتديها فأخرجتها لي من البيت الزجاجي ولبستها في معصمي وسألتها بكل فشخرة بكم الساعة؟؟؟فإجابت بكل بساطة ب 100000 درهم!!! فأصابتني صدمة وكدت أن أفقد النطق فها أنا ذا أرتدي ثروة حول معصمي... ساعة قد أعمل في سبيل شراؤها سنوات  وقطع تأملاتي صوت البائعة الرقيق وهي تسأل هل تعجبك يا سيدي؟؟؟ فأجبت إنها جيدة ولكني أبحث عن شيء أفضل!!! وأتذكر جيدا أني شاهدت السيدة سوزان مبارك وأنا في الدور الثاني فوق هارفي نيكولاس تمشي بين الناس لا يعرفها أحد ويصحبها حارس شخصي واحد فقط  تدخل لتتسوق من محل هارفي نيكولاس وكان ذلك في عام 2006....
محل الموضة العالمي هارفي نيكولاس
وفي مول الإمارات يمكنك مقابلة الكثير من المشاهير فمثلا صور الفنان محمد هنيدي أجزاء من فيلم عندليب الدقي داخل محل عرائس أطفال فوق الصيدلية مباشرة وقد تسوق الفنان حسين فهمي وحسن حسني وعلاء مبارك ورولا سعد وأبوتريكة وغيرهم من الصيدلية التي أعمل بها...إستمتعت بعملي كثيرا في مول الإمارات وتعرفت علي ثقافات جديدة وكونت صداقات مع مختلف الجنسيات ودائما ما كان يبهرني في دبي هو كيفية التعايش السلمي بين هذا العدد من الجنسيات والإختلاف الهائل في الثقافات والأديان وأعتقد أن السر في ذلك هو صرامة الدولة وشدتها ضد كل من يخالف القوانين ولا أذكر أنني رأيت علي مدي ستة سنوات قضيتها في دبي خناقة في الشارع مثلا فيها تشابك بالأيدي وهذا لأن أي فعل قد يعطل الطريق أو ينشر الخوف بين المارة أو يضايق النساء قد تصل عقوبتة إلي إلغاء الفيزا والترحيل فلا تهاون ودبي مراقبة بالكامل بشبكة الكاميرات المهولة في كل مبني وإشارة مرور وقبضة الأمن العام  وهو ما يعادل أمن الدولة عندنا حديدية ولكن البراعة هو أنك لا تكاد أن تلحظ تأثير ذلك علي الحريات والحقوق....فالدولة تسن القوانين وتطبقها بكل صرامة علي الكبير قبل الصغير وذلك في رأيي سر الأمن والتقدم اللذي تعيشة دبي.... في مصر قد يقول لك قائل لو أن كل شخص راعي ضميرة في عملة لإنصلح الحال ولتقدمنا وأخر يقول ماذا تفعل الحكومة مع شعب همجي ومرتشي ونصاب؟؟؟؟ وفي رأيي أن مسألة التخلف والتقدم في يد السلطة الحاكمة ولا ذنب للشعب في ذلك فهل كل الناس في دبي ملائكة يراعون اللة في أعمالهم ويلتزمون بقوانين البلد المضيف كلا بالطبع ولكن الكل يعلم بأن هناك قوانين رادعة وعقوبات مغلظة وسلطة لا ترحم تطبق ذلك علي المخطيء كائنا من كان فينصاع الجميع فيلتزم المتدين وذو الضمير الحي كما يلتزم الملحد ومن مات ضميرة أيضا فمشكلتنا في مصر مشكلة إدارية بالأساس فالحكومة غير قادرة أو غير راغبة في تجاوز المحسوبيات وفرض النظام والإلتزام وتطبيق العقوبات الرادعة إلا علي الضعفاء فلا تلومو الشعب فمثلة مثل كل شعوب الأرض فية البر وفية الفاجر فلو صلحت الحكومة إداريا لإنصلح الحال...بعد شهر من العمل داخل مول الإمارت قررت إدارة الشركة نقلي لصيدلية جديدة سوف يتم إفتتاحها في منطقة الحضيبة بدبي ولم يسعدني ذلك لأنها كانت صيدلية في الشارع وليست صيدلية مولات...إنتقلت لمكان عملي الجديد وكان الوضع هناك هادئا جدا وليس فية صخب فلا يوجد غيري أنا والعامل في الشيفت وحركة البيع بطيئة ليست في صخب صيدلية مول الإمارات وهناك تعرفت علي سكان دبي وعاداتهم أكثر وأكثر فقد كانت المبني اللذي تقع فية الصيدلية هو واحد من مجمع مباني مخصصة لسكن مضيفات ومضيفين شركة طيران الإمارات أو ما يطلق عليهم emirates crew...ومضيفات طيران الإمارات تبارك اللة فيما خلق قمة الجمال والأنوثة والرقة ومن كل الجنسيات من روسيا وأوكرانيا والبرازيل والأرجنتين وفنزويلا ومن الجنسيات العربية أيضا وراتب المضيفة وصل إلي 12000 درهم في ذلك التوقيت من عام 2006  وهو راتب يسمح بحياة مريحة...كان معظم زبائن الصيدلية من فتيات الإماراتية وكان أكثر ما يباع هو الواقيات الذكرية والألعاب الجنسية والأقراص المنشطة وموانع الحمل بجانب مستحضرات التجميل بدون أدني حرج من الفتيات ولأن الفتيات ينزلن من السكن مباشرة إلي الصيدلية أو سوبرماركت سبينس المجاور فإن إحداهن قد تنزل بقميص النوم أو بما يشبة البكيني وخلافة  وكان ذلك صادما لي لأنهن في قمة الجمال في الرداء الرسمي لشركة الطيران فما بالك بتلك الملابس المكشوفة ولكن بمرور الوقت أصبح الأمر إعتياديا...وهؤلاء الفتيات لهن أسلوب حياة غربي بحت فلكل واحدة منهن صديق تصاحبة وتعيش معة كزوجة بدون زواج طبعا...فأكثر ما يخيف فتيات مثلهن هو الإلتزام بزواج رسمي أو الحمل والإنجاب وقد تناقشت مع إحداهن في ذلك وكانت تسمي سوزانا وهي فتاة أوكرانية عشرينية تبارك الخلاق...سوزانا كانت من محبي ركوب الدراجات وكان عندها دراجة رياضية تزيدها جمالا وإثارة عندما تركبها...سوزانا كانت شخصية إجتماعية رائعة فهي صديقة لجميع العاملين في الشارع فهي لا تجد غضاضة في تقبيل الشبان السوريين أو الفلبينين العاملين في الشارع وإحتضانهم كصديقة ولا تجد في ذلك عيبا وكانت صديقة لي وعملت من قبل في شركات طيران إنجليزية وأمريكية وسألتها يوما هل أنت سعيدة في دبي؟؟؟ فقالت لقد عشت في لندن ونيويورك ولكني سعيدة في دبي أكثر فمستوي رفاهية المعيشة أفضل كما أنني أشعر بالأمن في دبي أكثر فيمكنني أن أتجول فيها في أي وقت دون خوف من تحرش أو مضايقة وسألتها هل لديك boyfriend؟؟؟ فقالت نعم وكان لدي الكثير من قبل ولكن في هذا العالم يصعب أن تصادف حبا حقيقيا...وسألتها هل تخططين مستقبلا لأن تتزوجي شخص ما وتنجبين أطفال؟؟؟ فقالت لا أريد ذلك فكلاهما مسئولية كبيرة وأنا أريد أن أستمتع بحياتي...ومعظم فتيات الإماراتية وشبابها علي شاكلة سوزانا فلا أدري كيف تكون حياة هؤلاء عندما يتقدم بهم العمر ويذبل شبابهم ويتلفتون حولهم فلا يجدون قريبا أو صديق أو إبن يعتني بهم....سوزانا تبدو سعيدة في حياتها تركب دراجتها تبتسم للجميع تلقي التحية علي الجميع ويحبها الجميع تعيش حياة صاخبة في دبي مع صديقها تسهر وتشرب وتختلف مع الصديق فتغيرة بصديق جديد ولكن من وراء كل هذا المرح توجد لمحة من الحزن ألاحظها علي وجهها المشرق بين الحين والأخر فلا توجد سعادة كاملة حتي مع كل هذا التحرر ويسير المعيشة...وإختلاف الثقافات في دبي قد يؤدي لسوء تفاهم بين الجنسيات المختلفة فمثلا حدث وأن دعت سوزانا أحد الشباب السوريين العاملين في الشارع للعب مباراة كرة طائرة علي الشاطيء مع أصدقائها وفهم الشاب السوري أنها مغرمة بة وأثناء اللعب تحرش بها وطلب الخروج معها فما كان منها إلا أنها صفعتة علي وجهه وسبتة وهددتة بتبليغ الشرطة عنة...وصحيح أنني مقتنع بأنة لا توجد صداقة بين رجل وإمرأة في ثقافتنا العربية وخاصة إمرأة جميلة كسوزانا إلا أن فتيات كسوزانا لهم منظور أخر فهي تؤمن بالصداقة الخالية من الرغبات بين الجنسين وليس معني أنها تقبلك علي خدك أو تحتضنك بأنها قد وقعت في غرامك...ولي موقف مشابة بهذا الصدد فقد عملت معي في الصيدلية فتاة أردنية جميلة وبمرور الوقت كنا نتبادل المزاح في كلامنا وحدث مرة أنها راحت تحدثني عن ثراء عائلتها في الأردن وأنها سافرت ليس بحثا عن المال وإنما لإثبات ذاتها فقلت لها علي سبيل المزاح بالعامية المصرية روحي يا شيخة هو إنتو لاقيين تاكلو؟؟؟ فتغير وجهها وإحمرت عيناها وبدأت في وصلة من السباب وأنا مذهول وعبثا حاولت ان أفهمها أنني كنت أمزح ولكنها زادت في السباب فرددت عليها سبابها وتسبب ذلك في مشكلة في العمل فقامت بالإتصال بالمدير وتلقيت 4 أيام خصم بسبب ذلك...فهذة العبارة في الأردن تعني إهانة بالغة بينما تقال في مصر علي سبيل المزاح فيجب أن تكون أكثر حرصا في التعامل مع ثقافات غريبة عنك....ومن الشخصيات التي صادفتها أثناء عملي في الحضيبة رجل لبناني أربعيني يدعي أبوحمزة وهو لبناني بكل معني الكلمة بكرشة المنتفخ وبرقبتة المختفية تحت كومة من الشحم ولكنتة المحببة تعارفنا عن طريق الصيدلية وأصبحنا أصدقاء وأبوحمزة مدير عام بإحدي الشركات يتقاضي 25000 درهم شهريا بخلاف السيارة والسكن وكان يشتكي لي من ضيق الحال!!!!وبأنة يضطر لأن يقترض المال بنهاية كل شهر لنفاذ النقود منة!!!!!! فكتمت غيظي وسألتة رجل مثلك علام ينفق 25000 درهم شهريا وهو غير متزوج وليس لدية أطفال؟؟؟؟ فكانت إجابتة علي العاهرات فأبو حمزة زير نساء يأخذ ثلاثة أيام أجازة من الخميس وحتي السبت وكل يوم منهم يقضية في فندق فخم يشرب ويرقص ثم يصطحب في أخر الليل عاهرة أوعاهرتين من مستوي الهاي كلاس فتبيتا معة حتي الصباح والعاهرة الواحدة قد تكلفة من 2000 وحتي 5000 درهم وشعرت بالغيظ وقلت لة وليش يازلمة إتنين متخليها واحدة بس هيا التانية دي شو بتعمل؟؟؟فأجابني بعبارة لا أستطيع أن أذكرها هنا وبأنة يضطر لإصطحاب واحدة فقط عند نهاية الشهر وقت تأزم الحال!!!!! تصنعت التعاطف معة وقلت لة مسكين أباحمزة أوحش حاجة في الدنيا دي الفقر ربنا يغنيك من فضلة سوف أقوم بجمع التبرعات لك في المسجد....ففهم أبوحمزة المزحة وإنفجر ضاحكا...وقلت لة لم لا تتزوج يا رجل فأنت علي أعتاب الخمسينات؟؟؟ فأجاب بعبارة غريبة لأنني لا أستطيع الزواج من خارج العائلة لأنني درذي وفتيات العائلة لا يعجبونني وقد أقتل إذا خالفت ذلك وعلمت منة بأن لهم شريعة مختلفة عن باقي المسلمين ولهم كتاب يسمية قرأن خاص بهم نزل علي نبي منهم!!!!عجيبة أنت يا دبي وعجيبون من هم سكانك رجل دخلة في الشهر 25000 درهم ليست كافية بالنسبة لة وممتاز العامل الهندي دخلة 1500 درهم يعيش منهم ويرسل ما تبقي لأسرتة في الهند وممتاز شاب هندي مسلم يعمل كبواب عند مواطن إماراتي لة فيلا بالقرب من الصيدلية وتعرفت علية بعد قصة طريفة جديرة بالذكر تظهر بجلاء ما يعانية مسلم ملتزم وسط كل هذة الإغراءات الموجودة في دبي دخل ممتاز الصيدلية وبدا مترددا في إخباري بقصتة وتهتة قائلا أنا شوية فية مكسوف دكتور؟؟؟ فقلت لا لا كسوف مافي شو تريد؟؟؟فقال وهو يشير إلي عضوة التناسلي أنا في هنا واجد حار!!!! فلم أتمكن من فهم ما يقول فقال أنا شوف حرمة أحس هنا في واجد حار وأنا أريد أسوي دقدق وحرمة مل أنا في الهند!!!!!هههههههههههه ممتاز يجلس أمام الفيلا يشاهد فتيات الإماراتية يرحن ويجئن أمامة فيشعر بإثارة جنسية شديدة ويرغب في ممارسة الجنس غير أنة ترك زوجتة في الهند ويخاف أن يرتكب الحرام مع العاهرات فيريد دواء يكبت عندة الرغبة الجنسية...توطدت معرفتي بممتاز وكان في نهاية كل أسبوع يهديني حزمة من خبز إماراتي معجون بالسكر والسمسم يصنعونة في الفيلا ويكون فائضا عن حاجتهم وعبثا حاولت إثناءة عن ذلك ولكنة كان يرفض رفضا قاطعا ويقول إنت صديق وكنت أخشي أن يستاء من رفضي فكنت أقبل هديتة وحدث أن أهداني ممتاز خبز أمام صديق لي فإنفجر صديقي في الضحك قائلا هل تحولت لمسكين يتصدق عليك الهنود وطلب صديقي خبزا لة فلما علم ممتاز بمضمون الحوار رفض إحضار الخبز لصديقي قائلا لا لا إنت سوي ضحك أنا معلوم إنت مافي مسكين لكن هذا صديق أنا معلوم واجد في مسكين هههههههههههه...وننتقل إلي نقطة أخري فهناك في دبي أشخاص يعيشون في ترف يركبون أفخم السيارات ويسكنون في شقق فارهة والواحد منهم لا يكاد يتجاوز مرتبة 5000 درهم فكيف ذلك؟؟؟ السر يكمن في بطاقات الكريدت كارد فالبنوك في دبي ميسرة الشروط وتمنح بطاقات بضمانات بسيطة فكل ما يفعلة مثل هؤلاء هو أن يفتح 10 حسابات مثلا في بنوك مختلفة بعشر بطاقات كريدت ويقوم بالسحب ببطاقة ما وعند ميعاد السداد المستحق لهذة البطاقة يقوم بإستخدام بطاقة أخري لسدادها وهكذا دواليك دون أن يكون عندة رأس مال حقيقي....ودبي معروفة بأنها مكان ممتاز لغسيل الأموال فالدولة لا تسأل أي مستثمر عن مصدر نقودة وبالتالي يتم غسل أموال المخدرات والدعارة من كل دول العالم في دبي في صورة إستثمارات عقارية وتجارية ودبي مليئة بعصابات متخصصة في تزوير النقود وأغلبهم من داكني البشرة من الجنسيات الأفريقية وقد بلغنا شخصيا عن عصابة كانت تقطن أسفل شقتنا في البراحة تقوم بفعل ذلك...ننتقل بعد ذلك إلي الوجة الأخر لدبي وهو فئة الكادحين من طبقة العمال وأغلبهم من الهنود والباكستان فكما أن دبي حبلي بالثراء والرفاهية فإنة هناك في أطرافها وجة مغاير مليء بالفقر والحاجة فهناك مثلا مدينة في أطراف دبي تسمي سنابور وفيها تقطن الفئة الكادحة من العمال وغير المتعلمين العاملين بشركات المقاولات وكان لي صديق من بلدتي يقطن هناك وهؤلاء يسكنون في كامبات أشبة بالسجون صفين من الغرف يصل عدد الغرف في الصف الواحد إلي 20 غرفة متجاورة ويقطن بكل غرفة عشرة أشخاص والحمامات والمطابخ مشتركة ورأيتهم يضعون أقفال علي أنابيب البوتجاز الخاصة بهم حتي لا يتم إستخدامها من قبل شخص أخر
غرفة عمال في سنابور
كامب في سنابور
وسنابور منطقة غير مكتملة الخدمات فلا يوجد بها صرف صحي والرائحة هناك قاتلة وهؤلاء المساكين لا يتعدي مرتب العامل فيهم 1500 درهم ويعملون عشر ساعات يوميا في ظروف قاسية وبين الفقر والغني فإن للة في خلقة شئون....والهنود من أغرب الأمم فيوجد في الهند حوالي 122 لغة رئيسية ويتفرع منها 1500 لغة فمن الطبيعي جدا في دبي أن تجد إثنين من الهنود يتحدثون مع بعضهم بالإنجليزية لأن كل منهما لا يفهم لغة الأخر والهند بها أكثر من مئة ديانة وملايين التقاليد المتوارثة فمن أعجب ما سمعت من صديقي القاطن في سنابور أنة تم دعوة غرفتة في الكامب لإحتفال أقامة صديق هندي بمناسبة مولودة الجديد وصديقي في حيرة لأن والد الطفل موجود في دبي منذ خمسة سنوات لم يغادرها فلابد أن هناك خطأ ما فذهب للتهنئة علي كل حال وهناك صعقتة المفاجئة فبالفعل والد الطفل لم يغادر دبي منذ خمس سنوات ولكن شقيقة قد قام بمواقعة زوجتة وولدت مولودا يحتفل هو بة في دبي وهذة عادة عند بعض طوائف الهندوس فيتزوج الشقيق الأكبر ويشاركة الإخوة الأشقاء في زوجتة!!!! وعلي كثرة الديانات فإن معظم الهنود متفقين علي أن تقوم العروس بشراء الشبكة ودفع المهر للعريس!!! ومن أكثر الجنسيات التي تركت في نفسي أثرا الفلبينين فهم شعب مؤدب بالفطرة تعلو وجوههم دائما إبتسامة جميلة وتشعر في تصرفاتهم بالرقي والتحضر فلا عجب أن يكونو هم رواد الخدمات في الفنادق والمطاعم والأماكن العامة
إنتقلت من الحضيبة بعد ذلك للعمل داخل مطار دبي ومنة إلي دبي مول بعد إكتمال بناءة وحكومة دبي مهووسة بالأرقام القياسية ففي دبي أكبر مول في العالم وهو دبي مول وأكبر نافورة مائية في العالم في دبي مول وأعلي بناء في العالم وهو برج خليفة في دبي مول وأكبر حفل بالألعاب النارية في العالم وأكبر لوحة جدارية في العالم وأعلي مسرح في العالم بالطابق 42 بفندق شانغريلا وأعلي فندق بالعالم وهو فندق جي دبليو ماركيز وأكبر شاشة مضيئة في العالم تم تثبيتها علي برج خليفة في إحتفالات رأس السنة 2015 وأطول سلسلة ذهبية في العالم بلغ طولها 5 كيلومتر وأعلي ملعب تنس في العالم علي سطح فندق برج العرب ومطار دبي الأضخم في حركة النقل الجوي في العالم وسلسلة طويلة من الأرقام القياسية الدعائية في دبي....
الأكواريوم دبي مول

دبي مول

الشلالات دبي مول

دبي مول

دبي مول

برج خليفة
ومظاهر الثراء في دبي مستفزة فمن الموبيلات والساعات والملابس والأثاثات المرصعة بالألماس إلي السيارات الفارهة التي تصنع منها الشركة العالمية نموذج واحد فقط لثري من أثرياء دبي إلي الأرقام المميزة للموبيلات ولوحات السيارت التي تبلغ ملايين الدراهم وعلي الجانب الأخر لا يمكن أن ننسي أناس كادحون في سنابور وأمثالها
سيارة مرصعة بمايزيد علي 60 ألف قطعة معدنية من الدراهم
قضيت ستة سنوات ممتعة في دبي وشاهدت الكثير والغريب وهي مدينة رائعة للعيش والعمل فكل شيء منضبط والكل ملتزم وهي المدينة الأكثر أمنا في العالم... وفي النهاية عدت إلي مصر بسبب ظروف شخصية فرضت علي ذلك ولكني دائما ما أتذكر دبي بكل خير وأتمني أن أشاهد بلادي في مستوي التحضر والتقدم التي بلغتة دبي فمن غير المعقول أن يظل الفساد والتخلف والعفن مسيطرا علي بلادي بينما يقفز الجميع للأمام...









إرسال تعليق

2تعليقات

  1. السلام عليكم جميعا
    هل تحتاج إلى أي مساعدة مالية مثل تمويل القرض؟ إذا كانت الإجابة بنعم، راسلنا عبر البريد الإلكتروني.
    نحن شركة قروض خاصة تقدم معدل قرض بفائدة 3٪.
    مراسلتنا على البريد الإلكتروني في
    waheedfinance@proton.me
    info@waheedfinance.com

    يعتبر
    وحيد حسن

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف5/10/2024

      لقد أعجبني المقال جدا و لكن أشك أن كاتبه من مصر بسبب اتقال اللغة العربية و عدم وجود ما يشير إلى وجود أخطاء إملائية كالتي يعملها أخواننا المصريين

      حذف
إرسال تعليق