عبد الرحمن بن معاوية...عبدالرحمن الداخل....صقر قريش

0
تمثال أقامتة أسبانيا بمدينة المنكب بغرناطة تخليدا لذكري صقر قريش
إن قصة عبد الرحمن بن معاوية هي قصة صعود لرجل من السفح إلي القمة هي قصة كفاح وجهد وعرق لرجل كان لا يمتلك من متاع الدنيا إلا جلبابا يستر جسدة فغدا ملكا من أعظم ملوك الأرض إن قصتة لهي مثل يحتذي لكل طالب مجد ونجاح تستثير الهمم وتبعث الأمل وتزكي الطموح هي قصة صنع المجد من لا شيء إلي كل شيء
نسبة:
هو سليل خلفاء بني أمية العظام هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وأمة تسمي راح من بني نفزة من برابرة طرابلس بإفريقية ولد عام 113 هجرية 731 ميلادية بقرية من أعمال قنسرين شمال فلسطين تسمي دير حنا وقيل مولدة بالعليا من أعمال تدمير توفي أبية معاوية وهو شاب في خلافة أبية هشام بن عبد الملك وعمر عبد الرحمن خمس سنوات فقط فكفلة وإخوتة جدهم هشام الخليفة
إنهيار خلافة بني أمية ومأساة عبدالرحمن وإخوتة:
إنهارت الدولة الأموية وهي في أوج قوتها بسرعة شديدة بسبب تراكمات خلافها مع أل البيت بداية من إغتصاب الخلافة من أحفاد النبي الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب ومرورا بمقتل الحسين عام 61 هجرية بكربلاء ثم مهاجمة المدينة المنورة في عهد يزيد بن معاوية وقتال الخارجين علية فيها مستبيحا حرمتها في وقعة الحرة ثم مهاجمة عبد اللة بن الزبير في مكة وضرب الحرم المكي بالمنجنيق والناروقد أدت هذة الأحداث إلي ظهور طائفة الشيعة المناصرين لأهل البيت وإستغل الشيعة عاطفة عامة المسلمين تجاة أهل بين النبي وعملو من تلك اللحظة لإسقاط الخلافة وفي المقابل فقد إرتكبت الدولة الأموية الكثير من المجازر ضد من تبقي من نسل علي بن أبي طالب وضد مناصريهم من الشيعة وقد أزكي ذلك هذة الحركة وزادها قوة ولبثت الحركة الشيعية زهاء نصف قرن تعد ليوم سقوط الأمويين وحين إتسعت رقعة الخلافة الأموية ضعفت الحكومة المركزية وتعاظمت حركة الشيعة خصوصا في العراق وخراسان ثم كان السقوط المدوي علي يد أبي مسلم الخراساني قائد جيوش العباسيين وقتل أخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد بقرية من أعمال الجيزة بمصر بعد هروبة إليها عام 132 هجرية بعد سلسلة معارك سريعة هزم فيها الأمويين شر هزيمة ثم بدأ العباسيين في تتبع من تبقي من نسل خلفاء بني أمية فقتلو منهم الكثير في مجازر بربرية لم ينج منها حتي النساء والأطفال وتم التمثيل بجثثهم في بشاعة ووحشية وإستخرجت رفات الخلفاء الأمويين من المقابروبددت وكان عبدالرحمن وقت وقوع النكبة في التاسعة عشرة من عمرة وكان يقطن في مسقط رأسة بدير حنا...ولنا أن نتخيل وقع الصدمة علية فبعد أن كان يمني نفسة ويعدها ليتبوأ مكانة اللذي يليق بة في الدولة الأموية  مستكملا عقد خلفاء بني أمية العظام وهو حديث لا شك وأنة مر بذهن متقد كذهن عبدالرحمن فإذا بالدولة تنهار فجأة ويصبح مطاردا لا يبغي سوي النجاة بحياتة وأهلة من مصير مروع.....فر عبد الرحمن بأهلة ناحية الفرات ومكث حينا بعدة قري يتدبر أمرة ولم يطل الأمر فإذا بجنود العباسيين تصل لمكان إقامتة وتتعرف علي ماهيتة فأدركتة خيولهم وهو علي شاطيء الفرات مع أخية الأصغر فوثبا في النهر وعبر عبد الرحمن النهر سباحة ولم يستطع أخية الأصغر السباحة للضفة الأخري وعاد إلي الشاطيء بعد أن وعدة مطاردوة بالأمان ثم غدرو بة وقطعو رأسة وعبدالرحمن ينظر إليهم من الضفة الأخري في مشهد يدمي القلوب ثم فر عبد الرحمن وحيدا شريدا ناجيا بحياتة وإخترق فلسطين ووصل إلي مصر وخطر الوقوع في يد جنود العباسيين يلاحقة ليل نهار ثم لحق بة بمصر مولياة سالم وبدر بشيء من المال ثم إرتحل إلي برقة بليبيا ثم إلتجأ إلي أخوالة من بني نفزة بطرابلس ولبث هناك فترة ليعيد تنظيم حياتة مترقبا الفرص......
عبدالرحمن في المغرب العربي:
إن أي شخص عادي في موقف عبدالرحمن كانت ستكون أقصي أمانية هي الحياة بسلام متخفيا بعيدا عن يد أعدائة  تاركا أمور السياسة والحكم لغير رجعة بعد أن عاني من تبعاتها بفقد معظم أهلة قتلي وبعد أن هام في الأرض طريدا وحيدا شريدا لا يدري هل ستطلع علية الشمس مرة أخري أم لا ولكن عبدالرحمن لم يكن مجرد شخص عادي كان من طراز النبهاء كان يفيض طموحا وذكاءا وإقداما وكان المغرب العربي هو مقصد كل هارب أو ناج بحياتة نظرا لبعدة عن الخلافة المركزية في دمشق ومن بعدها بغداد وكان عبدالرحمن بن حبيب الفهري قد إستولي علي إفريقية في عام 127 هجرية ولما سقط الأمويين دعا للعباسيين بالخلافة وكان الفهري يخشي علي نفوذة من بني أمية الهاربين نحو المغرب العربي فقتل ولدين للوليد بن يزيد بن عبد الملك ثم نما إلي علم الفهري وجود عبدالرحمن بطرابلس فتأهب للقبض علية وفر عبد الرحمن مجددا ناحية أقصي المغرب العربي في نفر من صحبة وعاني الكثير من الصعوبات وخطر القتل أو الأسر يتهددة في أي مكان وكل لحظة وإختفي حينا لدي شيخ من شيوخ البربر يسمي وانسوس كانت لة فيما بعد عند عبدالرحمن حظوة ثم نزل في زناتة علي شاطيء البحر أقصي الغرب قبالة ساحل الأندلس ثم لبث هناك حينا يقلب الأمور ويحدد الوجهة والأهداف ثم لما جاء عام 136 هجرية بدا أن الفرصة سانحة للعمل..........
حال الأندلس وقت وصول عبدالرحمن زناتة:
كانت الأندلس بذلك الوقت تحت إمرة يوسف بن عبدالرحمن الفهري ويساعدة الرجل القوي اللذي هو بمثابة وزيرة الصميل بن حاتم وكلاهما ينتمي لقبائل المضرية وكان يوسف بن عبد الرحمن حاكما قويا جريئا إستطاع أن يمسك بالأندلس في وحدة إدارية واحدة وقت الإضطرابات التي صاحبت سقوط الدولة الأموية وإستطاع القضاء علي الكثير من الثورات التي خرجت علية وحافظ علي عقد الأندلس من أن ينفرط وكانت القبائل العربية في الإندلس منقسمة إلي قبائل المضرية وقبائل اليمنية وبين المضرية واليمنية تنافس محموم علي مر الزمن وكان الإتفاق وقت أن تولي يوسف أمور الأندلس هو أن يحكم أمير من المضرية عاما ثم ينزل عن الحكم لأحد اليمنية فيتولي عاما أخر وهكذا ولكن بالطبع لم يري الإتفاق النور فقد حسم يوسف والصميل أمرهما وأقصو المضرية عن الحكم وقاتلو الخارجين عليهم وإستتب لهم معظم الأمر في الأندلس ولكن بقيت قبائل اليمنية تضطرب حقدا علي يوسف والصميل ويتحينون الفرص للخروج عليهم
دخول عبدالرحمن بن معاوية الأندلس:
في أواخر عام 136 هجرية وكان عبدالرحمن في الثالثة والعشرين فقط من عمرة وبعد أن درس الخريطة السياسية للأندلس وفهم جيدا طبيعة الخلاف بين المضرية واليمنية بدأ في التحرك لإستغلال مزايا هذا الخلاف فأرسل مولاة بدر فنزل بساحل غرناطة وهي منزل جند الشام وفيها عصبة بني أمية والموالين لهم وكان رئيسهم يقال لة أبوعثمان بن عبيد اللة بن عثمان من موالي بني أمية فإجتمع بة بدر وعرض علية الدعوة لعبد الرحمن بن معاوية في الأندلس بين بني أمية وبين قبائل اليمنية الحانقة علي يوسف والصميل فإستجاب عثمان وكان بينة وبين الصميل صداقة فعرض الأمر علية ولكن الصميل بالطبع لم يبد أي حماس للخروج علي يوسف الفهري ولم يخرج علية وهو شريكة في الحكم ولة من النفوذ ما لا يضمنة إذا تغلب عبدالرحمن علي أمر الأندلس فعرض علي أبوعثمان أن يتزوج عبدالرحمن إبنة يوسف وأن ينزل في ضيافتة وتحت حمايتة ولم يجد الأمر نفعا...فعاد أبوعثمان إلي غرناطة وبدأ في بث الدعوة لعبدالرحمن في أوساط اليمنية في كل أنحاء الأندلس ولقت الدعوة صدا واسعا ولم يمض وقت طويل حتي عاد بدر علي مركب خاصة جهزها أبوعثمان  إلي زناتة ومعة العديد من كبار المناصرين فإستبشر عبدالرحمن خيرا وعبر البحر معهم إلي الأندلس ونزل في غرناطة في ثغر المنكب في بلدة طرش فمكث بها ينظم دعوتة ويستعد لما هو قادم.....وبالطبع كان مناصري عبدالرحمن لا ينتمون بولاء حقيقي للدولة الأموية وإنما كان الأمر صراع علي الحكم نكاية في المضرية فإذا كان عبدالرحمن سببا في تمكنهم من الأندلس والتغلب علي يوسف والصميل فلنناصرة حتي نبلغ هدفنا وبعد ذلك قد نتمكن من خلعة والوصول لقمة السلطة فهكذا كان يفكر كل زعيم مناصر ولكن عبدالرحمن لم يكن رجلا عاديا فهو يفوقهم مجتمعين ذكاء وحنكة وقيادة وسياسة علي صغر سنة
فتح قرطبة:
لم يمض وقت طويل حتي ذاع خبر عبدالرحمن في كل الأندلس وقويت دعوتة وإجتمعت حولة الأجناد وإستشعر يوسف والصميل الخطر المحدق بهما فبد لهما أن يهادناة فعرضا علية ولاية غرناطة والكثير من الأموال وأن يصاهر يوسف ولكن همة عبدالرحمن لم تكن لترضي بهذا العرض المتدني فقد كان حكم الأندلس كلها هو هدفة ومبتغاة فسار عبدالرحمن بجيشة نحو العاصمة قرطبة ودخل مع جيوش يوسف والصميل في معركة عنيفة ولكنها قصيرة وإنتصر عبدالرحمن نصرا باهرا وفر يوسف إلي طليطلة وفر الصميل إلي جيان ودخل عبدالرحمن قرطبة ظافرا يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة عام 138 هجرية وكان من حسن سياستة حماية أسر خصومة وحريمهم وأموالهم من العبث فلم يبد أي شهوة إنتقام ولم يرد أن يبدأ حكمة بالرعب والخوف فإستمال قلوب الكثيرين من خصومة وأصبح عبدالرحمن رسميا حاكما للأندلس ولكنة كان بعيدا فعليا عن السيطرة المطلقة عليها وكان أمامة طريق صعب وطويل ليستتب لة الأمر إذ أن كل قبيلة  تبدي مقاومة للخضوع لسلطة مركزية وتريد الإحتفاظ بما لديها من أراض وسلطات في إستقلالية عن أي حكم  ولم تكن الخصومة بين المضرية واليمنية هي الوحيدة بل كانت تندرج تحتها العديد من الخصومات وإنما كانت هي فقط أشهرها  وكان حلم عبد الرحمن هو العودة بالأندلس دولة موحدة قوية وأيضا كان الخطر محدقا من الشمال فقد تمكنت مملكة الفرنج(فرنسا) القوية من الإستيلاء علي أراضي المسلمين فيما وراء البرانية وأيضا ظهور أسبانيا النصرانية في مملكة جديدة في الشمال وترقبهم الفرص للإنقضاض علي الأندلس وهي في حالة الفوضي والصراعات هذة لقد ورث عبد الرحمن الدولة بإفتتاحة لقرطبة ولكنها دولة هشة وضعيفة وبدأ طريق الكفاح ليمسك كل الأمور بزمام يدة
مصير يوسف والصميل:
مكث يوسف في طليطلة يجمع الجند ويعيد تنظيم جيشة وإنضم إلية الصميل من جيان وسارا في قواتهما نحو غرناطة فأسرع عبد الرحمن بملاقتهم هناك وحاصرهم ويأس يوسف والصميل من المقاومة فعرضا الصلح علي عبدالرحمن علي أن يؤمنهما في النفس والمال والأهل والتسليم بالأمر لة وأن يسكنا قرطبة  فأجابهما إلي ذلك علي أن يحتفظ بولدي يوسف في قصر قرطبة رهينة يعاملهم في رفق ولين حتي تستقر الأوضاع  وكان ذلك في صفر 139 هجرية وهذا من حسن سياسة عبدالرحمن فلو رفض الصلح وقتل يوسف والصميل فإنة يستدعي بذلك عداوة شديدة من المضرية وكانت عداوة قد إنطفأ بريقها وخبي حماسها بإنتصارات عبدالرحمن المدوية فلم يستثير المضرية علية من جديد......وعامل عبدالرحمن يوسف والصميل بلين ورفق فهدأت بذلك كثير من النفوس ولكن يوسف لم يطق حياتة الجديدة فعول علي الفرار وكتب لأنصارة في ماردة وطليطلة وفر إلي هناك وإجتمع لة 20000 جندي ولم يوافقة الصميل وبقي في قرطبة فقبض عبدالرحمن علي الصميل وألقي بة في السجن بتهمة التحريض........توجة يوسف بجندة ناحية إشبيلية ودارت بينةوبين والي إشبيلية معركة كبيرة هزم فيها الصميل وفر نحو طليطلة ولبث هناك عدة أشهر وسط أنصارة محاولا تنظيم قواتة مرة أخري ولكنة قتل علي يد بعض الخونة من مناصرية وحملو رأسة إلي عبد الرحمن في قرطبة  في عملية يبدو أن لعبدالرحمن يدا فيها وقتل عبدالرحمن إبن يوسف عبدالرحمن المعتقل لدية وفر أخوة قاصدا طليطلة فسار عبدالرحمن بن معاوية صوب طليطلة وإفتتحهاووقضي بذلك علي مركز الثورة الفهرية ثم مات الصميل في سجنة خنقا أواخر عام 142 بإيعاذ من عبدالرحمن وهكذا ظهر الوجة الباطش لعبدالرحمن بعد أن أظهر اللين والرحمة فلكل وقت سياستة ولكل فعل رد فعل مناسب لة علي حسب الظروف والحاجة لقد كان صقر قريش سياسيا بارعا يعرف أين وكيف ومتي يضرب وإنتهت بذلك عقبة كبيرة في طريق عبدالرحمن ولكن الأمر لم يكن ليستتب لة بعد فقد قضي عبدالرحمن معظم حياتة في صراع لا ينتهي مع الخارجين علية
الخارجين علي عبدالرحمن بعد يوسف والصميل:
1-عام 143 هجرية: خروج القاسم بن  يوسف ورزق بن النعمان الغساني ففتحو إشبيلية عنوة فبادرعبد الرحمن إليهم بجيشة ودارت    رحي معركة كبيرة قتل فيها رزق وفر القاسم  إلي شذونة وتم أسرة هناك
2-عام 144 هجرية: ثورة في إشبيلية بقيادة عبدالغافر اليماني تم الإستيلاء خلالها علي المدينة وما جاورها من أراضي حتي وصلو  إلي ضواحي قرطبة العاصمة نفسها فخرج عبدالرحمن لقتالة وإلتقيا بوادي قيس علي مقربة من قرطبة فهزم عبدالغافر وفر ناجيا  بحياتة
3-عام 144 هجرية: ثورة أخري في إشبيلية بقيادة حيوة بن ملامس الحضرمي وتم الإستيلاء علي المدينة والكثير من الأراضي  غرب  إشبيلية فسار عبدالرحمن إليهم ونشبت معرك عنيفة لعدة أيام كاد أن ينهزم فيها عبدالرحمن لولا أن دب الخلاف بين الثوار  فوقعت  الهزيمة في صفوفهم وفر حيوة ناجيا بحياتة
4- عام 144-147 هجرية:ثورة في طليطلة بقيادة هشام بن عزرة الفهري فسار عبد الرحمن إلية وحاصر المدينة عدة أشهرحتي  طلب الصلح فأجابة عبد الرحمن ولكن لما قفل عبدالرحمن راجعا إلي قرطبة ثار هشام مرة أخري فعاد إلية عبدالرحمن وحاصر  المدينة مرة أخري ولكنة لم يستطع إقتحامها لمناعة أسوارها فعاد إلي قرطبة لمزيد من الإستعدادات ثم شغلت عدة حوادث عن  طليطلة ولما فرغ منها أرسل بدر بجيش ضخم لطليطلة فشدد الحصار عليها حتي ضاق أهلها بالثوار وسلمو هشام فأخذ وتم صلبه  في قرطبة
5- عام 146 هجرية إتصال زعيم باجة العلاء بن مغيث اليحصبي بالخليفة العباسي أبي جعفر المنصور وتم إصدار مرسوم من  الخليفة  بتبعية الأندلس للخلافة العباسية وأن العلاء هو والي الأندلس يحكم بإسم المنصور وعاد العلاء إلي باجة في قوة كبيرة ورفع  الرايات السود علي أسوارها وإجتمع لة خصوم عبدالرحمن من كل حدب وصوب فتجمع لهم جيش ضخم وفكر عبدالرحمن في أن  يتحصن في قرمونة لمناعتها علي أن يلتزم الدفاع ثم لما رأي العلاء ذلك إستبشر وسار إلي قرمونة محاصرا لها أسابيع حتي وهنت  عزيمة جندة وهنا إنقلب عبدالرحمن من الدفاع إلي الهجوم ففتحت أبواب المدينة ونشبت معارك شديدة لعدة أيام حتي هزم العلاء  وقتل في أرض المعركة وتشتت جندة وأمر عبد الرحمن برأس العلاء فقطع ووضع في صندوق مع راية العباسيين والمرسوم  الخلافي وأرسل للخليفة المنصور في مكة حيث كان يؤدي فريضة الحج فقال المنصور(ما في هذا الشيطان مطمح الحمد للة اللذي  جعل بيننا وبينة البحر) 
 6-وفي عام 149 وعام 150 وعام 152 وعام 154 وعام 157 وعام 159 وعام 160وعام 162 وعام 163وعام 165وعام 167وعام 168وعام 169 هجريةهجرية ثورات مشابهة قضي عليها عبد الرحمن جميعا بالقتال مرة وتارة بالخديعة

وهكذا قضي عبدالرحمن معظم أيام حكمة البالغة 33 عاما يقضي علي ثورة لتشتعل واحدة جديدة فشغلة ذلك عن أمور شمال الأندلس ومنعة من الإحتكاك بنصاري الشمال الإسبانيين ومملكة الفرنج القوية(فرنسا) خلف جبال البرانية وقضي علي حلم في نفس الفتي القرشي  بإستكمال الفتوحات الإسلامية في الشمال والسير علي درب موسي بن نصير وعبدالرحمن الغافقي وأمثالهم من الفاتحين العظام ولو قدرأن الأوضاع كانت قد إستقرت أثناء حكمة لكان للإسلام في هذة البقاع شأنا أخر ولتخطي الإسلام جبال البرانية لينطلق نحو فرنسا وإيطاليا كما كان يحلم موسي بن نصيرولكن من سوء الحظ لم يتسن لهذا العقل المغامر أية فرصة للسعي نحو مزيد من المجد في  قلب أوروبا ولكنة إضطر إلي عقد معاهدات صداقة وعدم إعتداء بينة وبين ملك الفرنج وبينة وبين نصاري إسبانيا البشكنس ليتفرغ لقمع الثورات التي تهدد حكمة
توفي عبدالرحمن في ربيع الأخر عام 172 هجرية عن عمر 58 عاما بعد أن حكم الأندلس 33 عاما قضاها في قتال دائم ضد الخارجين علية فأحيا من جديد تراث أجدادة الخلفاء العظام وبعث الدولة الأموية في الغرب بعد أن ماتت في الشرق وحافظ علي الأندلس في وحدة سياسية واحدة إستطاعت صد أطماع الشمال المسيحي في حياتة ثم بعد ذلك في حياة أبناءة فنال بذلك إعجاب الجميع حتي أعدائة ومنهم الخليفة العباسي العظيم أبي جعفر المنصور فنجدة يتحدث يوما لأصحابة قائلا (من صقر قريش من الملوك؟؟؟فقالو أمير المؤمنين قال لا فقالو معاوية قال لا ولا هذا فقالو فعبدالملك بن مروان قال لا فقالو فمن يا أمير المؤمنين فقال عبدالرحمن بن معاوية اللذي تخلص بكيدة عن سنن الأسنة وظباة السيوف يعبر القفر ويركب البحر حتي دخل بلدا أعجميا منفردا بنفسة فمصر الأمصار وجند الأجناد ودون الدواوين وأقام ملكا عظيما بعد إنقطاعة بحسن تدبيرة وقوة شكيمتة إن معاوية نهض بمركب حملها علية عمر وعثمان وعبدالملك ببيعة أبرم عقدها وأمير المؤمنين بطلب عزتة وإجتماع شيعتة وعبدالرحمن منفردا بنفسة مؤيد برأية مستصحب لعزمة وطد الخلافة بالإندلس وإفتتح الثغور وقتل المارقين وأذل الجبابرة الثائرين)

الحياة الثقافية في عصر عبدالرحمن الداخل:
عني عبدالرحمن بقرطبة أيما إعتناء فحصنها وزينها بالمنشأت الفخمة وأنشأ فيها قصر الرصافة المشهور تحيط بة حدائق غناء وجلب بذور نباتات المشرق وأدخلها لأسبانيا للمرة الأولي وبدأ في إنشاء الجامع الأموي بقرطبة ولكنة مات قبل أن يستكمل البناء فأكملة أبناءة من بعدة وهو تحفة فنية بأعمدتة الرخامية والرخام المنقوش بالذهب واللازورد وأنشأ سور قرطبة العظيم وأنشأ دارا للسكة تضرب فيها النقود
جامع قرطبة اللذي بدأ بناءة  عبدالرحمن بن معاوية



جامع قرطبة الأموي من الداخل 


  المراجع:
كتاب دولة الإسلام في الأندلس للعلامة د محمد عبداللة عنان
             
Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)