عندما يقود أحد أحفادك سيارتة مستقبلا في يوم شديد الحرارة فإنة لن يكون مضطرا للتوقف عند سوبرماركت لشراء زجاجة مياة لأن حفيدك يمتلك بالفعل مياة نقية مقطرة تنتجها سيارتة فبكل سهولة سوف يركن سيارتة جانبا ويمسك بكوب فارغ ويتوجة نحو شكمان سيارتة ويقوم بمليء الكوب بمياة رائعة المذاق!!!! نعم سيدي القاريء مرحبا بحفيدك في عصر ما بعد المحركات البترولية.....
لقد أحدث المهندس الإسكتلندي جيمس واط إنقلابا في تاريخ البشرية يوم أن إخترع المحرك البخاري عام 1769 بمفهومة الحديث وتحول البشر من عصر الإعتماد علي عضلاتهم في تسيير الأعمال إلي الإعتماد علي المحركات البخارية وكان الفحم هو الوقود الأكثر شيوعا لتسخين الماء وتحويلة إلي بخار ذو ضغط هائل يقوم بتشغيل المحرك وكان ذلك بداية عصر الثورة الصناعية في أوروبا والتي غيرت تاريخ العالم... ثم حدث إنقلابا أخر وقت أن تم إختراع محرك الإحتراق الداخلي في نهايات القرن الثامن عشر واللذي بسببة تم إختراع السيارة عبر تسخير الطاقة المنبعثة من حرق البنزين أو الديزل داخل غرفة الإحتراق لتحريك السيارة ودفعها...وهكذا إنتهي العمل فعليا بمحركات البخار صاحبة الضوضاء العالية والعوادم الكثيفة في كل الأنشطة الصناعية وإنتقل البشر إلي عصر محركات البنزين والديزل ذات الأصوات الهادئة نسبيا وذات العوادم الأقل تأثيرا علي البيئة مقارنة بسابقتها والتي نعتمد عليها في كل الأنشطة الصناعية حتي يومنا هذا....
ولكن حفيدك سيدي القاريء سوف يشهد إنقلابا ثالثا لأنة سوف يعيش عصرا ذهبيا وهو عصر المحركات الهيدروجينية التي لا يسمع لها صوت وعادمها هو الماء النقي
هذا ليس خيالا علميا فالمحرك الهيدروجيني موجود بالفعل في عصرنا وتم تجربتة وتطبيقة في مجال السيارات والقطارات علي نطاق ضيق نظرا للكلفة المالية الباهظة لإنتاجة ونظرا لأن الهيدروجين المستخدم لقطع كيلومتر واحد تبلغ تكلفتة ضعف تكلفة البنزين المستخدم لقطع نفس المسافة ولكن دوام الحال من المحال وسوف يشهد المحرك ووقودة تعديلات عديدة وإضافات جديدة سوف تصل بة ليكون قابل للإنتشار إقتصاديا في المستقبل القريب
وقد قامت شركة تويوتا بالفعل بتصنيع السيارة Toyota Mirai والتي تعمل بمحرك هيدروجيني عام 2014 وتستطيع السير مسافة 500 كيلومتر بخزان مملوء بالهيدروجين وتستغرق تعبئة الخزان مرة أخري 5 دقائق فقط وقد إستطاعت الشركة بيع ما يقرب من 5000 سيارة في اليابان والولايات المتحدة حتي الأن ومن المتوقع أن تزيد المسافة التي ستقطعها السيارة بخزان ممتليء بالهيدروجين إلي 1000 كيلومتر بحلول عام 2025 مما سيسعاد علي تقليل النفقات ... وقامت الشركة بتصنيع الشاحنة العملاقة Project Portal 2.0 في يونيو 2018 والتي تستطيع السير مسافة 482 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالهيدروجين وتخطط تويوتا كذلك لإنتاج أول سفينة تعمل بمحرك هيدروجيني
الشاحنة Project Portal 2.0 |
Toyota Mirai |
وعلي مستوي القطارات فقد قامت ألمانيا بتصنيع أول قطار يعمل بمحرك هيدروجيني وقامت بتشغيلة في سبتمبر 2018 ويمكن للقطار قطع 1000 كيلومتر بخزان ممتليء بالهيدروجين دون الحاجة للتزود بالوقود بسرعة قصوي تبلغ 140 كم في الساعة
القطار الألماني |
ويتوقع الكثيرون أن يكون المستقبل معتمدا علي المحركات الهيدروجينية لا محالة بعد ان تتضائل الفجوة بين كلفة التصنيع وكلفة الهيدروجين من جهة وبين قدرات المستهلك العادي من جهة أخري بالنسبة للسيارات ...ومن المتوقع أن يتم إستبدال جميع محركات البنزين والديزل في كافة الأنشطة الصناعية بمحركات الهيدروجين كذلك لتلحق بسابقتها من المحركات البخارية التي أصبح مكانها المتاحف ....والمحركات الهيدروجينية لا صوت لها ولا إنبعاث كربوني لها وعادمها هو الماء النقي وهي صديقة ممتازة للحفاظ علي البيئة وسوف تساعد كوكب الارض في إسترداد عافيتة بعد أن أوشكت الإنبعاثات الكربونية في القضاء علية.وغاز الهيدروجين متوفر ولن ينضب فهو يمثل 70% من مكونات الكون ويمكن الحصول علية بطرق متعددة بعكس النفط اللذي لا قلق إذا بشأن نضوبة من عدمة لأن محركات الهيدروجين سوف تجعل التراب أغلي من النفط مستقبلا بعد أن يسهم العلماء في تقليل الكلفة المالية الباهظة المطلوبة لتعميمة حاليا...........وإذا كان من المهم بالنسبة لك عزيزي القاريء معرفة طريقة عمل المحرك فلتكمل معي القراءة
ما يحدث بالضبط داخل المحرك هو عملية كهروكيميائية وهي ببساطة إنتاج طاقة كهربائية نتيجة تفاعل كيميائي بين الهيدروجين وبين أكسيجين الهواء الجوي تأمل الصورة التالية وأكمل القراءة إذا أحببت
أجزاء المحرك الهيدروجيني |
هناك ثلاثة مكونات رئيسية في المحرك اللون الأزرق سالب الشحنة واللون الأصفر عازل كيميائي واللون الأحمر موجب الشحنة مصنوع من البلاتينوم باهظ الثمن وهو السبب الرئيسي في رفع كلفة المحرك....ويبدأ الامر بأن تمر جزيئات الهيدروجين داخل البلاتينوم واللذي يعمل كمحفز يقوم بفصل ذرة الهيدروجين إلي بروتون واحد وإلكترون واحد والبروتون موجب الشحنة فينجذب نحو اللوح الأزرق سالب الشحنة ويتحد مع ذرة أكسيجين قادمة من الهواء عبر أنبوب مخصص لذلك ليتكون الماء وهو العادم الناتج عن العملية بينما تندفع الإلكترونات نحو الأسفل والإلكترونات ببساطة هي الكهرباء التي نعرفها وهي التي تقوم بتشغيل الأجزاء الميكانيكية التي تقوم بدفع السيارة مثلا....
وبذلك ننهي المقال فهل واصل احد القراءة حتي النهاية؟؟؟؟؟ من فضلك دعني أعرف ذلك في التعليقات
إرسال تعليق
0تعليقات