عزيزي المواطن....إياك والصدق............................................................................................

0
إستيقظ أستاذ صادق من سباتة علي إثر صوت أتي من بعيد ينادي علية قائلا يا صادق..ياصادق...بشري لك أيها الصادق..وبصعوبة بالغة فض أستاذ صادق الإشتباك بين جفون عينية الملتصقة فسري الضوء تدريجيا داخلهما... وبدلا من يجد نفسة ممددا فوق سريرة إذا هو في وسط المسجد محاطا بالمصلين والخطيب من فوق المنبر يلقي خطبة الجمعة وبينما كان يستعد لمواصلة نومة مرة أخري إسترعي إنتباهة أن جيرانة من المصلين في حالة يقظة غير معهودة وأعناقهم مشرئبة نحو خطيب المنبر ونظر خلفة وأمامة فإذا كل الموجودين في المسجد في حالة إنتباة وتركيز نادرة الحدوث فدائما ما كان المسجد يعج بالنائمين في وقت الخطبة ودائما ما كان المستمع إلي الخطيب هي حوائط المسجد وأعمدتة فسري الشك في نفس أستاذ صادق وأدرك أن هناك خطبا ما وبينما هو مستغرق في التفكير عسي أن يكتشف سر كل هذة اليقظة والإنتباة  فإذا الخطيب ينادي بصوت مجلجل يا صادق...ياصادق....ليرد أستاذ صادق تلقائيا علي الخطيب أيوة يامولانا أنا صادق عايز مني حاجة؟؟؟؟؟ ليعج جميع المصليين بالضحك....رد الإمام علي صادق قائلا أستاذ صادق هذا إسمك؟؟؟ إسم علي مسمي إن شاء اللة أنا لا أنادي عليك يا أستاذ صادق ولكن موضوع الخطبة عن الصدق....شعر صادق بحرج شديد وقرر أن يكمل الخطبة منتبها مستيقظا ولم تمض سوي دقائق حتي إكتشف صادق أنة أمام خطيب مفوة يأسر القلوب بعباراتة وتقشعر الأبدان من حكاياتة فذلك هو السر إذن...عاش صادق لحظات جميلة فيما تبقي من الخطبة وتساقطت دموعة غير مرة متأثرا بعظة الخطيب المفوة وفي نهاية الخطبة قال الخطيب مخاطبا المصلين بصيغة المفرد أستحلفك باللة وبأعز ما تملك أن تعاهد اللة علي الصدق من هذة اللحظة وردد صادق في نفسة واللة العظيم لن أكذب مجددا ورحمة أمي وأبي لن أكذب مجددا.......
في اليوم التالي إستيقظ صادق من نومة وهو يشعر بسعادة غامرة فلقد أمضي يوم الأمس وحتي الأن بدون كذبة واحدة وشعر بسكينة وراحة بال لم يعهدها فما أحلاكي أيتها الحياة بدون كذب!!!!!!! أنهي صادق فطورة وإرتدي ملابسة ونزل إلي الشارع كي يتوجة إلي مقر عملة.....
في داخل التاكسي المنطلق إلي مقر عملة تراقصت رأس السائق فوق رقبتة يمينا ويسارا في إنشكاح وهو يتمتم مع كاسيت السيارة لأ..لأ...لألأ..لأ..تبقي معدية..لأ لأ..... أغنية جامدة ف...خ يا أبا الحاج واللة إسم الكريم إية؟؟؟؟....صادق....عاشت الأسامي يا أستاذ صادق شكلك مش عاجباك الأغنية؟؟؟؟ يجيب صادق غاضبا أغنية سمجة وذوق منحط....فيرد السائق لية كدة يا أستاذ يا فتاح يا عليم منحط إية بس أستغفر اللة العظيم....فيتابع صادق قائلا لقد سألتني عن رأيي وقلتة بكل صدق....تمر دقائق قليلة ينسي فيها السائق الجواب الصادم  ويتطرق السائق إلي غلاء المعيشة وكيف أنة يعمل باليومية عند صاحب التاكسي المفتري اللذي يهضمة حقة ويقوم بالخصم من راتبة بمناسبة وغير مناسبة يرضيك كدة يا أستاذ؟؟؟؟؟ يمتنع صادق عن الجواب....فيتابع السائق أستاذ أستاذ يرضيك كدة أنا بسألك.... فيسألة صادق هل تريد مني جوابا؟؟؟؟أخشي أن يضايقك ذلك....فيجيب السائق عادي يا عمونا هيا جت عليك قولي رأيك.... فيجيب صادق متوجسا ربما لو إتقيت اللة في عملك وحافظت علي السيارة بقيادة متأنية بدلا من أكل المطبات وإفساد العفشة وتغريم المالك لتغيرت معاملتة.... يا رجل إنك تقود السيارة وكأنها سيارة نتينياهو.... باللة عليك هل ستقود التاكسي بهذة الطريقة المهلكة لو كنت تمتلكة؟؟؟؟؟؟ يتمتم السائق في غضب قائلا يا فتاح يا عليم أقولك أنا هكتم خالص معنتش هفتح معاك أيوها كلام... فيجيب صادق هذا شأنك يا سيدي.....تمر دقائق معدودة تظهر فيها إمرأة مسنة أمام السيارة  تعبر الطريق ولم يعرها السائق أي إهتمام وزاد في سرعتة بغرض تخطيها أولا فإرتبكت المرأة ووقفت في المنتصف مما إضطر السائق إلي الضغط علي دواسة الفرامل بقوة فزحفت السيارة فوق الطريق مصدرة أصواتا مزعجة ثم توقفت تماما قبل أن تضرب جسد المرأة التي سقطت أرضا رعبا وخوفا وتجمهر الناس ونزل صادق من السيارة لكي يساعد المرأة علي أن تقف علي قدميها مرة أخري....تمالكت المرأة نفسها ثم توجهت نحو السائق وأمسكت بتلابيبة وهي توجة لة وصلة سباب متهمة إياة بالتهور ليرد السائق مدافعا عن نفسة قائلا واللة يا جدعان هيا الي رميت نفسها قدام العربية...فترد المرأة قائلة كذاب أشر ثم وجهت نظرها نحو صادق لتسألة قائلة باللة عليك يا سيدي لقد كنت تركب السيارة بجوارة فهل ما يقولة صحيح؟؟؟ وقبل أن يهم صادق بالكلام صرخ السائق قائلا لا دة بالذات مش هيقول الحقيقة هيتبلي عليا...ولكن تم إسكاتة بصرامة من قبل الجمهور اللذي طالب صادق بقول الصدق.... تنحنح صادق ثم قال هذا الحيوان البهيمي لا يستحق أن يقود عربة كارو إنة لا يحترم قوانين المرور إنة معدوم الرحمة فاقد الأخلاق والمروءة ...في الحقيقة لم نتفاجئ بظهور المرأة لقد كانت هناك مسافة كافية تسمح بالتوقف ولكن هذا الشنقيط أبي أن يتوقف ولم يحترم حتي كونها إمرأة وكونها مسنة....وهنا إحمرت أذان السائق وإنتفخت أوداجة ثم صاح صيحة مدوية وكأنة HULK وأفلت نفسة من يدي المرأة العجوز ثم مد يدة داخل جيبة ثم أخرجها مشهرا مطواة قرن غزال في وجة الجميع فتبعثر القوم من حولة إتقاء لشرة ثم وجة حديثة نحو صادق قائلا يا إبن ستين كلب واللة منا سايبك كان وش أمك فقر ساعة مركبتك بس معلش ملحوقة أنا بقة هرسم علي وشك خطوط قوس قزح وفي الحال طار أستاذ صادق من فوق الأرض وأطلق ساقية للريح ومن وراءة السائق يعدو كالفهد ومن ورائهم الجمهور...
جلس صادق فوق مكتبة في العمل يتلقي العزاء من زملائة فيما جري ولم لا فقد أفلت صادق من الموت بأعجوبة بعد أن تلقي لكمات خطافية من السائق أدت إلي تورم عينية...توجة أحد المواطنين نحو صادق قائلا ألف سلامة عليك يا أستاذ والنبي كنت عايز أستلم عداد الكهرباء خاصتي بقالي 5 شهور ومش عارف أستلمة ومش عارف إية المشكلة؟؟؟؟أنا مسافر وأمي سيدة مسنة ولن تستطيع القيام بذلك أرجوك دلني علي طريقة أحصل بها علي العداد اليوم أو غدا علي أقصي تقدير...يجيب أستاذ صادق بثقة قائلا يا عزيزي إن الحصول علي عدادك لا اليوم ولا غدا بل إلي يوم قيام الساعة لهو ضرب من ضروب المستحيل.. يتسائل الرجل في حيرة ولم ذلك؟؟ لقد دفعت الرسوم وقدمت الأوراق المطلوبة فما المشكلة إذن؟؟؟.... يجيب صادق المشكلة هي أنك لم تقم بدفع الرشوة المطلوبة كي يخرج عدادك إلي النور... يجيب الرجل في حيرة مش مشكلة أدفع بس خلصوني كم تريد يا أستاذي؟؟؟؟ يجيب صادق معاذ اللة أنا لا اقبل الحرام ولكن أستاذ عبد المعين رئيس الفنيين هو المختص بهذة الأمور الشائكة ولكن الحق يقال أن أستاذ عبد المعين لا يستأثر بمبالغ الرشوة وحدة ولكن يتم تقسيم ذلك تصاعديا بين الفنيين ثم بين المهندسين ثم نائب مدير الحي ثم مدير الحي اللذي يستأثر بنصيب الأسد من الصفقة وللأمانة هناك أقوال بأنة لا يستأثر بها وحدة بل أن الرشوة تواصل الإرتفاع تصاعديا حتي تصل إلي مأمور المركز ثم رئيس مباحث أمن الدولة  ثم نائب المحافظ ثم المحافظ نفسة....وهنا غلي الدم في عروق المواطن اللذي إرتفع صوتة بالسباب قائلا يا أفاقين يا سارقين يا منحطين ثم أطبق بكلتا يدية علي رقبة أستاذ صادق وأخذ يكيل لة اللكمات وتجمهر الموظفيين والمواطنين وحدث هرج ومرج وتعالت أصوات المواطنين بالسباب مؤازرة لزميلهم المواطن ووصل صوت الجلبة الشديدة إلي مكتب رئيس الحي المجاور اللذي أسرع بالمجيء هو ونائبة وبعد أن تفهم مدير الحي ما حدث أصدر فرمانا بتسليم عداد المواطن فورا دون أي نقاش ثم وجة السباب إلي صادق قائلا أيها الجبان المرتشي تتهم زملائك الشرفاء بالرشوة وتنشر الشائعات وتثير الفوضي يا أعزائي المواطنين لقد تغيرت الأمور وإنتهي عصر الرشاوي والسرقات ونحن هنا في خدمتكم أما هذا الحلزون الإخواني فسوف يحاسب حسابا عسيرا... وهنا إنتفض صادق غاضبا حلزون وكمان إخواني؟؟؟؟؟ أنا برضة إخواني يا كبير المرتشين ألم تكن أنت في عصرهم خادما أمينا وقطة أليفة تتمسح بأحذيتهم؟؟؟؟ الأن أصبحت بقدرة قادر إخواني لمجرد أنني عاهدت ربي أن أقول الصدق وقد سألني المواطن سؤالا وأجبت بكل أمانة الجميع يعرف فسادكم وإنحطاطكم ولكن لا يريد أحد أن يقول الحق ولمجرد أنني قلت الحقيقة مجردة تتهمني بأنني إخواني أيها السلطعون؟؟؟؟؟؟....تحدث النائب إلي رئيسة قائلا يا معالي الباشا لقد إتصلت برئيس النيابة الإدارية وسوف.... قاطعة مدير الحي قائلا لا لا إن القضية تخطت سلطة النيابة الإدارية هذة قضية أمن دولة إتصل برئيس مباحث امن الدولة.....
في مبني أمن الدولة تم إلقاء أستاذ صادق في غرفة مظلمة أشبة بالبدروم ثم تم إستدعائة فجرا للتحقيق وبعد الديباجة المعتادة وجة الضابط الأسئلة التالية لأستاذ صادق
س:منذ متي وأنت منضم للجماعة الإرهابية؟؟؟
ج:ليس لي علاقة بأي جماعات ولست مهتما بالسياسة من الأساس
س:من كلفك بمهمة إثارة الشائعات ونشر الفوضي في مكان عملك
ج:خطيب الجمعة من فوق منبرة
س:إحنا هنهظر
ج:هو لية كل ما الواحد يقول الصدق محدش يصدق؟؟؟؟يا باشا لقد إستمعت إلي خطبة الجمعة من خطيب مفوة وكان موضوع الخطبة عن الصدق وقد بلغ بي التأثر بالخطبة إلي أنني أقسمت بين يدي اللة أن لا أقول إلا صدقا ولقد قلت الصدق وما أعرفة يقينا عن المرتشين وما يعرفة الجميع دون ان يجرؤ أحد علي التحدث بذلك علانية
س:إنت عايز تفلت من العقوبة بإدعاء الجنون؟؟؟؟؟
ج: لست بمجنون ولا أنطق إلا صدقا
س:إعترف وسوف يتم تخفيف الحكم عنك
ج:هو الإعتراف بالعافية بقولك مش إخوان..
وهنا دوت في الغرفة دوي صفعة كالرعد تلقاها أستاذ صادق فوق قفاة من يد المخبر المتربص خلفة كان علي إثرها أن طار صادق من فوق كرسية وإرتطم بالأرض
س:ما علاقتك بالجماعة المحظورة إعترف ولا تنكر
ج:أعترف بأنني كنت مخطئا غبيا وأبلة حين قررت ان أتحري الصدق ما شأني أنا وشأن سائق التاكسي فليذهب صاحب التاكسي وسائقة إلي الجحيم... ثم ما اللذي تمثلة هذة المرأة لي حتي أدافع عنها وأتلقي اللكمات من السائق ثم ما دخلي انا بعداد المواطن فليحترق هو وعدادة في الدرك الأسفل من النار...إنة لم يكلف نفسة مشقة الدفاع عني وانا اللذي أخبرتة بالطريقة التي ستمكنة من الحصول علي العداد فهل ذلك جزاء المعروف؟؟؟
س:ما علاقتك بالجماعة المحظورة؟؟؟ إعترف لا تدعي الجنون
ج:أعترف بأنني قائد برتبة بكباشي في الذراع العسكرية للجماعة المحظورة وبأنني أثرت الفوضي وتناقلت الشائعات المغرضة بهدف قلب نظام الحكم وبأن كل المسئولين في الدولة طاهرين اليد أتقياء القلوب... حيا اللة الكذب والكاذبين ولا أصاب اللة بلدنا الحبيب ومواطنية المنافقين بداء الصدق المورد للمهالك اللهم امين... حضرتك مبسوط مني كدة؟؟؟؟
الضابط:أيوة كدة تبقي حبيبي... أكتب يا إبني هذا وقد إعترف المتهم بإنتمائة إلي جماعة محظورة بهدف إثارة الشائعات ونشر الفوضي ومحاولة قلب نظام الحكم........

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)